12 فردا من عائلة أفريقية يرمون بأنفسهم من نافذة شقة في باريس

«هربا من الشيطان»

TT

ألقى 12 شخصا من عائلة واحدة بأنفسهم، من نافذة شقة تقع في حي شعبي بضاحية باريس الجنوبية، فجر أول من أمس، متوهمين أنهم يتخلصون من أرواح شريرة تطاردهم. وتسبب الحادث في مصرع رضيعة منهم في شهرها الرابع، بينما تم نقل الآخرين إلى المستشفى.

وذكر جار، يقيم في الطابق الأول من مبنى لذوي الدخل المحدود في بلدة أورلي، أن أحد أفراد العائلة التي تقيم في الطابق الثاني طرق بابه في الخامسة صباحا وكان عاريا ويداه تنزفان دماء كثيرة. وكان كل ما يريده ثيابا تستره. وأعطاه الجار قميصا وسروالا ثم استدعى شرطة النجدة. أما المصاب فقد صعد إلى شقته ونادى زوجته من شق الباب صارخا فيها: «لا تتبعيهم.. إنهم يخدعونك.. باسم المسيح لا تتبعيهم».

لدى وصول النجدة تبين أن أفراد العائلة، وهم من أفريقيا الوسطى، قد رموا أنفسهم من النافذة، وهم 5 بالغين تتراوح أعمارهم بين 21 و30 سنة، و7 أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و4 أشهر. وكانوا كلهم قد تجمعوا في شقة قريبهم؛ حيث أمضوا الليلة يمارسون طقوسا دينية غامضة لم تعرف تفاصيلها بعد. وعثرت الشرطة على 10 منهم على الفور ونقلتهم إلى المستشفى وهم أحياء يعانون كسورا وجروحا مختلفة. وفي حدود التاسعة صباحا تم العثور على الضحيتين الأخيرتين وهما رجل وابنة أخيه البالغة عامها الثاني؛ حيث كانا جريحين ويختبئان وراء سياج نباتي بفعل الذعر، على الأرجح.

وحسب التحقيقات الأولية، فإن صاحب الشقة الذي يقيم مع شريكة حياته وأبنائهما الأربعة، استقبل في المساء الأسبق أحد أشقائه وثلاثا من شقيقاته مع أطفالهم. وقد روى للمحققين أنه استيقظ فجرا لإعداد زجاجة الرضاعة لطفلته بينما كان ضيوفه يشاهدون التلفزيون. وحالما رأوه صرخوا متصورين أنه الشيطان وهجموا عليه وجردوه من ثيابه قبل أن يلقوا بأنفسهم من النافذة.

وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة السبب الحقيقي للحادث، وسط تضارب شهادات الناجين من الانتحار الجماعي الذي روع الحي السكني كله. ولم يتم العثور على أي مواد مخدرة أو مثيرة للشبهات داخل الشقة.