فيينا: أول متجر لبيع الأعضاء البشرية يفتتح خلال الأسبوع الأول من نوفمبر

على الرغم من انتقادات المجلس الطبي النمساوي

TT

أكد بيان وزعه المجلس الطبي النمساوي، ونشرته الصحف المحلية أمس، ما ظل متداولا طيلة سنتين من أن الطبيب المثير للجدل غونتر فون هاغنز، بصدد فتح متجر «أون لاين» لبيع الأعضاء البشرية كاملة ومجزأة.

البيان، الذي يحمل توقيع الناطق باسم المجلس ميخائيل باينتينغر، أعرب عن «رفض واستهجان» المجلس لكون فون هاغنز مصرا على المضي قدما في «مشاريعه» غير مبال بما يواجهه من رفض واستنكار عالميين، وعلى تعامله مع الأجساد البشرية كبضاعة تعرض للبيع كسلع بغرض الكسب المادي.

من جهة أخرى، ذكرت تقارير صحافية أن فون هاغنز، وهو ألماني الجنسية وبولندي المنشأ، قد وزع إعلانات دعائية تعلن عن افتتاح متجره بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وأنه جار تداول هذه الإعلانات داخل حلقة ضيقة تقتصر على عملاء معروفين لدى الطبيب الذي يبدو ميالا لإبقاء الأمر بعيدا عن الأضواء، كي لا يجابه باعتراضات قانونية ودينية تثير عليه مزيدا من الغضب والرفض.

ووفقا للتقارير فإن إعلانات فون هاغنز توضح أن المتجر الإلكتروني سيوفر لزبائنه مختلف الطلبات مع عرض بخصومات تصل إلى 10 في المائة لأوائل المشترين، كما أنه يعرض تقديم قطع إكسسوار وزينة مصنوعة من قطع جسدية إنسانية وأخرى حيوانية، من ذلك أقراط من ذيل الزراف. ومن البضاعة أجساد كاملة بسعر 65 ألف يورو محنطة وفق طريقة فون هاغنز التي اشتهر بها عالميا، والمعروفة باسم «Plastination»، ونجح فيها بإبقاء الأنسجة البيولوجية كما هي دون أي تغيير بواسطة مواد سيليكونية تحافظ عليها لحما وشحما وعظما، بل وفي حالة الحركة التي كانت عليها قبل التحنيط. وهكذا تظهر الأجساد وكأنها «موديلات» على وشك أن تتحرك لتكمل ما كانت بصدده من نشاط. وهذا ما أكسب معارضه، التي دأب على إقامتها بعنوان «عالم الجسد» شهرة واسعة، على الرغم من المعارضة القوية التي جابهتها، حيثما حلت من قوى دينية وجهات طبية.

وبالأمس ندد بيان المجلس الطبي النمساوي، صراحة، بفكرة التكسب المادي من تحويل الأجساد البشرية إلى سلع مدفوعة الثمن، ورفض الأخذ بادعاءات فون هاغنز أن المتجر لن يتعامل مع غير الأطباء وطلاب كليات الطب والباحثين. واعتبر أن سابقة كهذه ستؤدي إلى مجالات جديدة سيصعب ضبطها أو مراقبتها خاصة في عالم غير مرئي يجرى فيه البيع والشراء إلكترونيا.