مزيد من الألمان يتركون تربية أطفالهم للدولة

في ظاهرة تقلق الخبراء

TT

حذرت دائرة الإحصاء المركزية الألمانية من تفاقم حالة تخلي أهالي الأطفال عن تربية أطفالهم الصغار، مفضلين على ذلك دور الحضانة التي تمولها الدولة.

وقالت الدائرة في تقرير لها إن الألمان تخلوا عن تربية 112 ألف طفل خلال مارس (آذار) الماضي فقط، مكلفين «أمهات» و«آباء» مؤقتين بتربية أطفالهم طوال النهار.

معظم هؤلاء الأطفال يذهبون إلى دور رعاية أو حضانة تمولها دوائر رعاية الشباب، يعمل فيها أكثر من 40900 مربٍّ، وهذا يزيد بمقدار 2200 مرب عن نفس الشهر من عام 2009، بمعنى آخر أن كل مرب، أو مربية، يرعى 2.7 طفل كمعدل. ويميل معظم هؤلاء الأهالي للتعلل «بأسباب خاصة» وراء قرار ترك أطفالهم في عهدة دور الرعاية الحكومية، غير أن خبراء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يعتقدون بأن الأزمة الاقتصادية، وبالأخص تردي الوضع المعاش وانهماك أهالي الأطفال في العمل اليومي المتعب، هي الأسباب الحقيقية.

المقلق في الأمر، حسب رأي الخبراء، هو أن معظم هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن 3 سنوات، وهي السن التي يكون فيها الأطفال في أمس الحاجة إلى عطف الوالدين ورعايتهما. وشكل الأطفال من هذه الفئة العمرية 78 في المائة من مجموع الأطفال الذي يمضون النهار يوميا في رعاية موظفي الدولة. وهذا يعني أن نسبتهم زادت 18 في المائة خلال مارس (آذار) الماضي عن الشهر المماثل في عام 2009.

عموما بلغت نسبة «أطفال الدولة» 3.5 في المائة من مجموع الأطفال تحت سن الـ5 سنوات في ألمانيا، وكانت هذه النسبة لا تزيد عن 3 في المائة عام 2009. ولا غرابة إذن عندما يتحدث أطباء الأطفال عن زيادة ظاهرة الاضطرابات النفسية وحالات «التوحد»، والأمراض المبكرة بين الأطفال. وربما تكون هذه النسبة أكبر، حسب تقديرات دائرة الإحصاء المركزية، بحكم وجود الحضانات المحلية، التي تمولها المبادرات الفردية للعائلات من سكنة الحي الواحد. ويعتبر هذا النوع من الحضانات، التي يتناوب فيها الآباء والأمهات على مهمة رعاية الأطفال، أقل وطأة على الأطفال الصغار من الناحية النفسية.