صعيدي أصم يتقمص شخصيات القادة والسياسيين

أصبح ظاهرة على الهواتف الجوالة بين أبناء قريته

TT

كسر مواطن بصعيد مصر المثل الشعبي الشائع «عامل زي الأطرش في الزفة»، وتحدى إعاقته السمعية، وأصبح يشارك الناس في أحزانهم وأتراحهم. الطريف أن هذا المواطن ويدعى عبده رجب يونس، البالغ من العمر نحو 50 سنة ويقطن بمحافظة قنا، لم ينزوِ أو يعتزل الحياة والناس مثلما فعل بقية أقرانه من الصم أو أصحاب الإعاقات الأخرى، بل أصر على أن يجد له دورا مميزا وسط الجلسات العرفية والاحتفالات الاجتماعية السياسية التي تعقد بقريته.

فمنذ فترة يقوم عبده يونس الشهير بـ«عبده الأطرش» بتقمص الشخصيات السياسية والعامة والقيادات والأعيان الموجودين بقريته. ورغم عدم معرفته قواعد القراءة والكتابة فإنه على دراية شبه تامة بالخريطة السياسية لمحافظته قنا، وعلى دراية تامة بأهم وأدق تفاصيل الأحداث السياسية التي تدور في النطاق المحيط به، فهو من خلال تمثيله لدور معيّن يبرز لك بوضوح علاقة مسؤولين كبار بعضهم ببعض وما يتم داخل الكواليس بينهم، ويرصد تصرفاتهم الخفية عن أعين الناس وحركاتهم التي تعودوا على فعلها، كما أنه يقوم أحيانا بتقليد شخصية معينة موجودة في المكان بغرض المزاح.

أما الأشخاص غير الأسوياء فيقوم بتقليدهم بطريقة بهلوانية ساخرة متهكما مهم ومن أفعالهم التي تتسبب في مشكلات للآخرين، وتماشيا مع حالة السخط الشعبي من تلك الشخصية. ويستخدم عبده الأطرش يديه وملامح وجهه في حركته لتوصيل الفكرة بسهولة للحاضرين، كما أن نغمة صوته المكتومة داخل حنجرته لها تأثير قوي في إمتاع الحاضرين بالمشهد الذي يؤديه.

وقد انتشرت شهرة عبده الأطرش بين سكان قريته لدرجة أن معظم الهواتف الجوالة بالقرية لا تخلو من مشهد مسرحي للأطرش وهو يقلد أحد المسؤولين.

ويحظى عبده رجب يونس بشعبية كبيرة داخل قريته وخارجها، لما يتمتع به من خفه ظل بين الذين يحرصون على وجوده بينهم في أفراحهم وأحزانهم، كما أنهم يثقون في طيبته وملامحه الفطرية التي تخلو من التكلف والاصطناع وتعكس نقاءه وصفاءه كإنسان يتحدى دوما إعاقته.