عجوز فرنسية تكسب معركتها ضد شركة للبيع بالمراسلة

بشّرتها بالفوز بجوائز مالية كبيرة

TT

قررت عجوز فرنسية أن تطبق المثل العربي «الحق الكذاب لباب الدار». فبعدما طفح بها الكيل لأنها ظلت تتلقى، من دون طائل، رسائل من شركة للبيع بالمراسلة تخبرها بأنها ربحت جوائز مالية، احتكمت إلى القضاء الذي حكم لها بمبلغ 189 ألف يورو على سبيل التعويض.

محكمة الاستئناف في مدينة إكس إن بروفانس، «جارة» مرسيليا في جنوب فرنسا، قضت أمس بأن تدفع شركة «بروموندو» المبلغ إلى السيدة المتقاعدة آرليت زينا (83 سنة) التي لاحقت الشركة برسائل تجاوز عددها الـ50 من دون أن تتلقى جوابا. وقالت المدعية إن القائمين على الشركة تعاملوا معها كامرأة بلهاء، ولذا لجأت إلى القضاء الذي حكم لها، في مرحلة أولى، بمبلغ 5 آلاف يورو، أي ما يعادل المبالغ التي دفعتها للشركة مقابل شراء مستحضرات تجميل بالمراسلة، وخصوصا دهون تطرية البشرة.

وفي كل مرة، كانت الشركة تطالبها بالمزيد من الشراء لكي تحصل على المبالغ التي أوهمتها بأنها ربحتها. هذا، ورفضت العجوز الثمانينية الحكم واستأنفته مطالبة بالحصول على كامل المبالغ التي زعمت الشركة أنها ربحتها. وقدمت المدعية للقاضي ملفا بالرسائل التي كانت قد تلقتها من الشركة وفي كل منها وردت عبارات من نوع «لقد كسبت بالفعل» أو «لقد ظهر اسمك في السحب من دون أدنى شك»، أو «طالبي بالجائزة الكبرى التي هي من نصيبك». ولكي تحصل الزبونة على جائزتها فإنها كانت مجبرة، في كل مرة، على شراء مزيد من المستحضرات الموجودة في دليل البيع بالمراسلة.

وبعد 3 سنوات من «النفس الطويل» في أروقة المحاكم، تمكنت مدام زينا من الحصول على الحكم المنتظر، وعلى الرغم من أن الشركة شككت في صفاء نية زينا واتهمتها بأنها تعمدت جمع الملف لدوافع مادية منذ البداية وبهدف رفع شكوى قضائية، فإن محاميتها ردت بتقديم أحكام سابقة أدانت شركات للبيع بالمراسلة لأنها لم تحترم وعودها للزبائن. ومع أن الشركة ما زالت تملك الحق في الاعتراض على الحكم أمام محكمة النقض، فإن المراقبين يستبعدون ذلك نظرا للتعاطف الكبير الذي لقيته العجوز «المخدوعة» من الرأي العام.