بنات المهاجرين أكثر عرضة من غيرهن للانتحار

في مؤتمر ألماني حول علاقة الظاهرة بالهجرة

TT

معروف علميا حتى الآن أن المهاجرين يعانون من الاكتئاب أكثر من أبناء المجتمعات التي يعيشون فيها، كما ثبت طبيا أن داء السكري ينتشر بين الأتراك في ألمانيا أكثر مما ينتشر بين إخوانهم المقيمين في الوطن.

يعزو الأطباء ذلك إلى تغيير نمط الحياة وأسلوب التغذية ومصاعب الحياة، وخصوصا التناقض بين ثقافة المجتمع الأصلي وثقافة المجتمع الجديد، وهو ما ينعكس سلبا على صحة المهاجرين. إلا أن الأطباء يحذّرون اليوم من تفاقم هذه التناقضات بين بنات المهاجرين، وبشكل يهدد بلجوئهن إلى الانتحار.

أبحاث الطبيب الباحث مارك تسيغنباين، من عيادة الأمراض النفسية والعقلية في جامعة هانوفر بشمال ألمانيا، لاحظت أن بنات المهاجرين، بل وحتى ذوات الأصول الأجنبية منهن (المولودات في ألمانيا)، هن أكثر الفئات الاجتماعية عرضة لخطر الانتحار في ألمانيا. وتحدث الباحث أمام مؤتمر حول الهجرة والانتحار في بلدة غونزبورغ، قرب شتوتغارت (جنوب غربي ألمانيا)، عن تجربته مع فتاة أفغانية يعالجها من خطر الإقدام على الانتحار. وحسب رأي تسيغنباين فإن الفتاة تعاني من تناقض كبير بين ثقافتها الأصلية وثقافة المجتمع الألماني.

من ناحية ثانية، قالت الباحثة مريم شولر - أوجاك، التركية الأصل، من عيادة الأمراض النفسية في مستشفى شاريتيه برلين، إن الانتقال من مجتمع إلى آخر سهل، لكن العيش فيه والاندماج فيه أمر صعب. وحذرت الباحثة من أن علامات التحذير من الانتحار بين بنات المهاجرين تظل مستترة نتيجة خشية الفتاة من مصارحة أهلها بمشكلتها وخجلها أيضا من مصارحة الطبيب بذلك. وهذا ما أكدته الباحثة سفيم يلكن - جتنكايا، من عيادة الأمراض النفسية في فيزلوخ (جنوب غربي ألمانيا) حين أشارت إلى أن النساء والرجال الأتراك يخجلون عموما من مكاشفة الطبيب بمشكلاتهم الاجتماعية والنفسية. وهذا يسري أكثر على البنات لأنهن يقعن بين الخجل من الطبيب والخوف من رد فعل العائلات المحافظة.

وربط المؤتمرون في علاقة واضحة بين البطالة، التي تنتشر بين المهاجرين، والاكتئاب والعزلة وفقدان الاهتمام بإقامة العلاقات الاجتماعية، علما بأن الاكتئاب هو المسبب الأول للانتحار في البلدان الصناعية، حيث ترتفع نسبة الذين يفكرون في إنهاء حياتهم لما بين 10 و15% من السكان.