علماء ألمان يكتشفون نقطة ضعف النمو السرطاني

اختراق علمي في علاج سرطان الأمعاء

TT

تعتبر التهابات الأمعاء الغليظة المزمنة، وخصوصا مرضي موربوس كرون والالتهاب التقيحي المزمن، من أخطر أمراض الأمعاء التي تهدد بالتحول إلى نمو سرطاني. ويعتبر سرطان الأمعاء من أشد الأورام السرطانية فتكا بالإنسان.

العلماء الألمان في مستشفى ايرلانجن الجامعي، ذكروا أنهم وضعوا اليد على نقطة ضعف هذا السرطان، وبما يمكن العلم من معالجته مبكرا أو وقف نموه في أسوأ الحالات. وكتب البروفسور ماركوس نويرات في عدد ديسمبر (كانون الاول) الحالي من مجلة «الطب التجريبي» أن فريق العمل الذي يقوده استطاع الكشف عن العامل الذي يدفع خلايا بطانة الأوعية الدموية للنمو بشكل سرطاني، كما استطاعوا بنجاح تجربة العديد من العقاقير التي تكبح جماح هذا العامل.

وحسب نويرات فإن العلماء كانوا يعتقدون أن «عامل نمو أوعية بطانة الأوعية» (VEGF) هو المسؤول عن توسع ونمو الخلايا السرطانية، في حين أن فريق عمله اكتشف أنه الحافز الأولي المسؤول عن النمو السرطاني. وقال نويرات إن هذا الاكتشاف سيفسح المجال أمام استخدام العقاقير الكابحة في معالجة سرطان الأمعاء، الناجم عن هذين المرضين المزمنين، أو وقف تحولهما إلى سرطان في الأقل.

ظهر من خلال الدراسة أيضا أن جزئية VEGF تلعب أيضا دورا أساسيا في نشوء مرضي موربوس كرون والالتهاب التقيحي المزمن، وهذا يعد مستقبلا بإنتاج عقار للعلاج الوقائي ضد هذين المرضين لدى الأفراد الأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهما. وهذا يعد أيضا باستخدام العقاقير الكابحة لـVEGF في استباق الأمور ووقف تحول الأمراض الالتهابية المزمنة الأخرى، ربما في غير الأمعاء، إلى أورام سرطانية.

وأكد علماء كنديون قبل أيام أنهم توصلوا إلى طريقة جديدة لتحليل البراز يمكن أن تساعد في الوقاية من سرطان الأمعاء، ولهذا ينصحون بإجراء الفحوصات للرجال مع دخولهم سن الخمسين.

وعبر العلماء عن اعتقادهم بأن هذا التحليل هو أفضل طريقة للكشف عن بوادر الإصابة بسرطان الأمعاء. ويتم خلال هذا التحليل الكشف في البراز عن آثار دماء باستخدام أجسام مضادة وهو ما يعرف اختصارا باللاتينية «فيت» أي اختبار المناعة الكيميائية للبراز.

نشر براندن مانس وفريق عمله نتائج دراستهم في العدد الشهري الإلكتروني من مجلة «بلوس ميديسين». وأكد الباحثون أن أهم ما يميز تحليل «فيت» للبراز، مقارنة بالمنظار المعوي الذي يتم كل عشر سنوات، أنه غير مكلف وسريع، من الممكن إجراؤه على فترات متقاربة مما يزيد فرص الكشف المبكر عن أي إصابة.