مدينة مصرية تدرس تغيير اسمها لارتباطه بمستشفى للصحة النفسية

البعض يتساءل عن الفائدة إذا غُير الاسم وبقيت الصفة

TT

دفع ضيق سكان مدينة الخانكة المصرية من اسمها إلى تقدمهم لمحافظ القليوبية (شمال القاهرة) بطلبات متكررة لبحث إمكانية تغيير الاسم، الذي ارتبط في مخيلة العامة بأحد المستشفيات المتخصصة في علاج الصحة النفسية وإيواء مرضى الأمراض العقلية والعصبية. أهالي المدينة، مصرون على موقفهم، لما يسببه لهم الاسم من ضيق وحرج دائمين. ولقد استجاب محافظ القليوبية المستشار عدلي حسين، فاقترح عليهم إجراء الدراسات اللازمة لتغيير الاسم، والبحث في الأصول التاريخية عن اسم بديل، ثم عرض الأسماء المقترحة على مركز الدراسات القومية والتكنولوجية بالمحافظة، لاختيار الاسم المناسب.

مما يذكر أن «الخانكة»، التي تبعد عن العاصمة المصرية بنحو 20 كيلومترا، أسسها السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام 725 هجرية كدار أو رباط للصوفية، أي «خانقاه»، ثم حرف الاسم إلى الخانكة على سبيل التخفيف في النطق. ولاحقا ارتبط اسم المدينة في ذاكرة العامة بمستشفاها الشهير للصحة النفسية والعقلية، كما أسهمت السينما في تأصيل الصورة السلبية عن المستشفى.

عرفة عبد الجواد، السكرتير العام المساعد لمحافظة القليوبية، ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن «الأهالي قدموا طلبات عديدة لتغيير اسم المدينة، وأن المحافظ وافق على اقتراحاتهم، بشرط دراستها، وأن يكون اسم المدينة الجديد يتناسب مع مكانتها التاريخية». وتابع: «إن الاسم يسبب نفسية سيئة لهم ولأولادهم». من جهتهم، قال بعض الأهالي إنهم «يعانون من اسم المدينة منذ فترات طويلة، على الرغم من كونها مدينة شهيرة، وفيها عدد من المعالم الأثرية مثل مسجد السلطان الأشرف برسباي، وكانت عامرة بأشهر القصور المصرية مثل قصر الأميرة نعمت.. لكن كل هذه المعالم نسيها الناس، ولم يبق من المدينة إلا اسم مستشفاها النفسي». كما قالوا إنهم لجأوا للمحافظ بعدما أيقنوا استحالة نقل المستشفى من المدينة إلى مكان آخر، فأصبح الحل الوحيد أمامهم هو تغيير اسم المدينة. ولكن بعض الأهالي علقوا بأن تغيير الاسم بحد ذاته لن يحل المشكلة، إذ يقول أحد السكان: «أحمد مثل الحاج أحمد»، وهو مثل شعبي مصري يعني أن الأساس واحد حتى لو تغيرت المظاهر.. وأضاف: «ما الفائدة من تغيير الاسم؟ فلو سميناها (المدينة الفاضلة)، فسيتبعها المستشفى العقلي في الاسم، ونظل ندور في دائرة مفرغة.. الحل هو نقل المستشفى ذاته».