أطباء مستشفى العباسية للصحة النفسية في القاهرة يعارضون نقله إلى مكان آخر

TT

حالة من الترقب سيطرت على جميع العاملين بمستشفى العباسية للصحة النفسية في العاصمة المصرية القاهرة، بعد انتشار أنباء التفكير بنقل المستشفى من موقعه الحالي في حي العباسية، إلى مدينة بدر، التي تبعد عن القاهرة 30 كم، لإنشاء مدينة تجارية في موقعه المميز. وشهدت أروقة مستشفى العباسية اجتماعات تستهدف التحضير لخطوات تصعيدية لمنع تنفيذ مخططات الحكومة.

«الشرق الأوسط» أجرت اتصالا بالدكتور عبد الرحمن شاهين، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، الذي أكد أنه «لم يجر اتخاذ قرار كهذا بعدُ، وأشار إلى أن نقل مستشفى بهذه الضخامة والأهمية مرهون بتوفير البديل المناسب». وأوضح شاهين أن «هذا الاقتراح كان مطروحا في وقت من الأوقات، ولكن نظرا لأن هذا المستشفى يخدم العدد الأكبر من المحافظات مقارنة بغيره من مستشفيات الصحة النفسية بمصر، ولأن عدد المرضى الذين يترددون عليه كبير جدا وبالتالي عدد زائريهم أيضا، فضلت الوزارة أن تفحص الأمر بمزيد من التروي». ولكن مع هذا، عقدت اجتماعات لأطباء المستشفى بمقر الجمعية المصرية للطب النفسي بحضور الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية، الذي أعلن تصدي الأطباء النفسيين لمحاولات النقل «ومواجهتها بكل ما أوتوا من قوة».

مما يذكر أن مستشفى العباسية من أقدم مستشفيات الصحة النفسية في الشرق الأوسط، ويعتبر أثرا تاريخيا وتراثا حضاريا؛ إذ يرجع تاريخ إنشائه لعام 1886، وكان مبناه الرئيس قصرا لأحد الأمراء منحه هبة للمرضى. ويبلغ عدد المترددين على أقسام المستشفى المختلفة سنويا نحو 80 ألف مريض، ويشمل المستشفى نحو 40 قسما.

وحسب الأطباء، يؤثر نقل المستشفى إلى منطقة بعيدة عن قلب العاصمة على قسم الطب النفسي الاجتماعي، الذي يعتمد على الذهاب إلى بيت المريض لتوقيع الكشف عليه، وصرف العلاج، خاصة في الحالات التي يصعب معها التحرك أو لا تجد من يعينها على الذهاب للمستشفى. وحسب رأي الدكتورة بسمة عبد العزيز، رئيسة لجنة رعاية المريض بالمستشفى، فإن «موقعه لا يعوض بأي مكان آخر، ويتوافق مع المعايير الدولية الواجب توافرها في موقع مستشفى لعلاج الأمراض النفسية. والمواثيق الدولية الخاصة بالمريض النفسي تشدد على ضرورة دمجه بالمجتمع ليعالج بشكل أفضل وأسرع».