فرنسا تعتبر محاربة العزلة الاجتماعية قضية وطنية كبرى لعام 2011

ثلث الفرنسيين يعانون من الوحدة

TT

أعطى رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون إشارة الانطلاق للحملة الوطنية الكبرى لعام 2011، التي تهدف إلى محاربة العزلة. ويسعى القائمون بالحملة إلى كسر جدار الصمت المحيط بواقع لا يجرؤ المجتمع على الاعتراف به، ويتمثل في العزلة التي يعاني منها أكثر من 20 مليون شخص يعيشون بمفردهم، أي ثلث الفرنسيين.

وكان فيون قد استقبل في مكتبه، أول من أمس، عددا من الناشطين في مجال العمل الإنساني ممن اجتمعوا في حلقة للتنسيق بينهم ورفعوا شعار «لا عزلة في فرنسا متآخية». وتضم الحلقة 24 جمعية خيرية بارزة في العمل الاجتماعي والإنساني، وهي التسمية التي يفضلها الفرنسيون على مصطلح الجمعيات الخيرية أو الإحسان. وبفضل العمل التطوعي والتبرعات والدعم الحكومي، نجح عدد من تلك الجمعيات في التحول إلى مؤسسات فاعلة تتعامل بمئات الملايين من اليوروات سنويا، وتنشط في مد يد العون للمهاجرين الجدد والمحتاجين والمشردين.

وفي لقائه مع ممثلي جمعيات العمل الإنساني، أقر رئيس الوزراء بأن التحدي يستحق المواجهة وقد حان الوقت للاعتراف بضخامة ما سماه بـ«الداء الاجتماعي» الذي ما زال يستعصي على العلاج. وأضاف أن اللامبالاة هي السبب الرئيسي للعزلة بكل أنواعها، ولا بد من محاربة ميل الفرنسيين إلى اللامبالاة بجيرانهم، أو إهمال الأقرباء الوحيدين وعدم الانتباه إلى معاناتهم.

وتسعى الحملة لإيقاظ حس الاهتمام بالآخرين وحث المواطنين على استنكار ما أصبح واقعا يوميا لا يثير الاستهجان، مثل موت المشردين على قارعة الطريق من البرد، أو التصاعد المقلق لحوادث الانتحار في السجون، أو رحيل المسنين في بيوتهم وحيدين، دون أن يشعر بهم أحد. ومن المنتظر أن يشارك في الحملة الوطنية الكبرى لمحاربة العزلة في فرنسا جهات صحية وسياسية ودينية ومنظمات للعمل التطوعي وطلبة مدارس وجامعات.