المحافظون أدمغتهم ثخينة.. والليبراليون أكثر جرأة وتفاؤلا

في دراسة بدأت كمزحة وانتهت بنتائج مذهلة

TT

توصلت دراسة علمية بريطانية، بدأت مثل واحدة من المزح أو الطرائف، إلى نتائج مثيرة تشير إلى أن الانتماء إلى الجناح المحافظ أو اليميني في السياسة يرتبط بازدياد حجم منطقة في الدماغ مسؤولة عن الخوف والقلق! وقال باحثون في معهد علوم الأعصاب الإدراكية في جامعة يونيفيرسيتي كوليدج في لندن بقيادة مديره البروفسور جيريانت ريس، إن هناك علاقة ما بين سمك بعض مناطق الدماغ وميول البريطانيين من الذين يميلون إلى حزب المحافظين اليميني أو إلى الأحزاب اليسارية الأخرى.

وتشير الدراسة إلى أن الأشخاص من التوجهات اليمينية تكون لديهم منطقة اللوزة في الدماغ أكبر. وترتبط هذه المنطقة التي تشبه حبة اللوز بمشاعر الخوف والقلق. كما كانت منطقة «الجزء الأمامي المطوق» لدى المحافظين أصغر، وتتحكم هذه المنطقة التي تقع في السطح الأوسط من مقدمة الدماغ بسمات الشجاعة والجرأة وكذلك بتصورات التفاؤل بالحياة.

وتجدر الإشارة إلى أن العلماء الأميركيين كانوا قد تحدثوا أخيرا عن اكتشافهم لحالة غريبة لامرأة لا تشعر بالخوف بتاتا ولا تعترف به، بعد أن دمرت لوزة الدماغ لديها عند إصابتها بمرض نادر! ودرس الباحثون البريطانيون أدمغة اثنين من نواب البرلمان البريطاني إضافة إلى 90 من طلاب الجامعة الذين جاهروا بميولهم السياسية. ووجدوا أن هاتين المنطقتين في الدماغ ترتبطان بتلك الميول، الأمر الذي يعني أن التركيبة العصبية للإنسان هي التي قد تحدد توجهاته المستقبلية! إلا أن العلماء يظلون يتساءلون فيما إذا كان الإنسان يولد وهو متكيف مع ميوله السياسية المقبلة أم أن تجاربه الشخصية هي التي ستؤثر عليها وتحددها.

وكان الممثل البريطاني كولين فيرث الذي يتوقع أن يكون ضمن المرشحين لنيل جائزة أوسكار لدوره في الفيلم الجديد «خطاب الملك» قد اقترح في أحد الحوارات الإذاعية فكرة إجراء تجربة من هذا القبيل، وتطور مقترحه إلى بحث علمي ذي نتائج مذهلة.

وقال البروفسور ريس، رئيس المعهد: «إنه رغم أن التجارب التي أجريت بواسطة أشعة الرنين المغناطيسي لا يمكنها أن تتنبأ بميول الشخص فإن هناك ترابطا قويا يدعم وجود نتائج علمية محققة». وأضاف أن فريقه لاحظ ازدياد سمك المادة الرمادية للدماغ - التي توجد داخلها الخلايا العصبية - في منطقة «الجزء الأمامي المطوق» لدى الأشخاص ذوي الميول اليسارية والليبرالية، مقابل تقلص سمكها لدى الأشخاص من ذوي الميول المحافظة واليمينية.