احتدام النقاش حول الاحتفال بيوم سقوط غرناطة «2 يناير»

ممثلون عن بلدية غرناطة يحملون العلم الرسمي للمدينة خلال الاحتفال السنوي بيوم غرناطة (إ.ب.أ)
TT

يعود النقاش مرة أخرى حول جدوى اختيار يوم سقوط الحكم العربي في غرناطة رسميا، يوم 2 يناير (كانون الثاني) من عام 1492، كي يمثل «يوم غرناطة»، ومن ثم الاحتفال بهذه المناسبة، واعتبارها عطلة رسمية للمدينة.

وقد انطلقت الاحتفالات صباح أمس الأحد، كما هو معتاد، من بلدية المدينة. وقام ممثلون عن البلدية بالتوجه إلى الكنيسة الملكية، وهم يحملون العلم الرسمي، مع استعراض عسكري رسمي، قطع شارع الملكة إيزابيل الكاثوليكية ثم شارع غران بيا، متجها نحو الكنيسة حيث يرقد جثمانا إيزابيل وزوجها فرناندو، مع حضور كبار شخصيات المدينة، ومن ثم تم عقد قداس تحت رعاية رئيس الأساقفة، بعد ذلك جرى التلويح بالعلم وتسليمه، ووضع إكليل الغار وباقة من الزهور على قبر إيزابيل وفرناندو، إحياء لهذه الواقعة التاريخية، وهي سقوط مدينة غرناطة. واختتمت النشاطات لهذا اليوم بجلسة ثقافية عقدت مساء، وتم فيها توزيع عدة جوائز، منها جائزة التفاهم بين الثقافات التي منحت هذا العالم للصحافي خسوس كينتيرو لجهوده في تشجيع الحوار بين الثقافات. ومن ضمن نشاطات الاختتام أيضا تقديم قصيدة للشاعر الإسباني فيدريكو غارثيا لوركا، أبرز من أنشد للحضارة العربية في غرناطة وافتخر بها، غنتها الفنانة المغربية إحسان الرميقي.

من جهة أخرى، فهناك الكثيرون ممن يعارضون اعتبار هذا اليوم يوما لغرناطة، ولا يحبذون الاحتفال به، كالجاليات الإسلامية التي تعتبره يوما لبداية انهيار الوجود الإسلامي في إسبانيا ومن ثم طردهم نهائيا منها عام 1609. ويعارض الاحتفال بهذا اليوم أيضا ناشطون في حقوق الإنسان، مثل جمعية غرناطة العلمانية، وجمعية حقوق الإنسان، وجمعية «أوقفوا العنصرية»، ويقومون بتقديم نشاطات ثقافية معارضة، ومن ضمن نشاطاتهم، في اجتماع هذا اليوم، تقديم كتاب إسبانيا العنصرية للكاتب استيبان ايبارا، الذي يدرس الكثير من الحالات العنصرية ومنها يوم سقوط غرناطة، كما يُعرض فيلم قصير يتتبع تاريخ الاحتفال بهذا اليوم، الذي يعود إلى عام 1939، بعد سيطرة الجنرال فرانكو على الحكم. وقد أصدر التجمع بيانا أعلن فيه «منذ ستة عشر عاما ونحن ندعو بلدية مدينة غرناطة إلى انتهاج طريق الديمقراطية، والتوقف عن الاحتفال بيوم سقوط غرناطة، فهي بالنسبة لنا تشجع على العنصرية، وتنمي مبدأ التصادم بين الحضارات». ودعا البيان الكاتب الفائز بجائزة المدينة لهذا العام، خسوس كينتيرو، إلى أن يستغل حضوره لتسلم الجائزة، كي يعلن صراحة أمام البلدية معارضته الاحتفال بهذا اليوم، كما فعل العام الماضي الكاتب طارق علي عندما رفض تسلم جائزته احتجاجا على هذه الاحتفالات.

يشار إلى أن الدعوة إلى إلغاء الاحتفال بهذا اليوم قد اشتدت صلابة، عندما قام عدد من المفكرين والفنانين بإصدار بيان عام 1995، ومنهم خوان غويتيسولو وأنتونيو غالا وروجيه غارودي وأمين يعلوف ولويس غارثيا مونتيرو وغيرهم، أعلنوا فيه معارضتهم الصريحة الاحتفال بيوم سقوط غرناطة.