مليون جنيه مصري (173 ألف دولار) قيمة التعويض الذي قررته إحدى المحاكم العرفية على عائلة السويدات بمدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، كفدية عن مقتل أسامة السيد أثناء صلاة العشاء بأحد المساجد خلال شهر رمضان الماضي.
حكم المحكمة العرفية (التي تتولى تسوية النزاعات بقانون عرفي بعيدا عن ساحات المحاكم) أصدره الشيخ سلامة الأحمدي، كبير القضاة العرفيين بالإسماعيلية، في جلسة عرفية حضرها اللواء عبد الجليل الفخراني، محافظ الإسماعيلية، ومصطفى كمال، مدير الأمن، وعدد كبير من القيادات الشعبية والتنفيذية والعائلات.
وقال الأحمدي: «إن عائلة السويدات ملزمة بتسديد المبلغ الفدية لعائلة القتيل»، مؤكدا أن مبلغ الفدية يتم تقديره وفقا لحجم الجريمة التي تم ارتكابها في حق العائلة الأخرى، مشيرا إلى أن «المبالغة في مبلغ التعويض كانت نتيجة مقتل الشاب أثناء قيامه بالصلاة داخل أحد المساجد».
وأوضح الأحمدي أن «الحكم العرفي تم بهدف حقن الدماء، وأنه لا يتعارض ولن يوقف الحكم القضائي الذي تتناوله ساحات المحاكم خلال الأيام المقبلة».
يأتي حكم المحكمة العرفية قبل 15 يوما من حكم محكمة جنايات الإسماعيلية على 19 متهما من عائلة السويدات بتهمة قتل شاب عمدا.
وترجع وقائع القضية عندما تلقى مدير أمن الإسماعيلية إخطارا يفيد بمقتل شاب في العقد الثاني من عمره داخل مسجد «أبو عليان» أثناء الصلاة على يد مجموعة من الأشخاص المجهولين، وأمام سلطات التحقيق اعترف المتهمون، بعد القبض عليهم، بارتكاب الجريمة بدافع الثأر لشقيق المتهم الأول الذي قتل على يد ابن عم القتيل.
وقد وجهت السلطات المحلية للمتهمين تهم القتل العمد وتدنيس دار من دور العبادة والتشويش على الصلاة.
يُشار إلى أن «المحاكم العرفية منتشرة في ربوع مصر، ومعترف بها من السلطات الرسمية، لكنها ليست درجة من درجات التقاضي التي حددها الدستور المصري».