يشتهر جهاز الشرطة في بريطانيا تقليديا بأن أفراده يتمتعون بلباقة وتهذيب استثنائيين على مستوى أوروبا بالذات، والعالم عموما. ولكن باعتراف مسؤولي الشرطة أنفسهم أخذ هذا الجهاز الوقور والمحبب عادة عند المواطنين يعاني في الفترة الأخيرة من تدني مستوى اللباقة عند أفراده. وانطلاقا من حرص الشرطة على إنهاء هذا الوضع السلبي المستجد، الذي لفت المواطنين وبات مبعثا لعدد من الشكاوى، بوشر بتجربة طريفة، وقد تكون غير مسبوقة، تتمثل بتقديم موظفي سلسلة متاجر جون لويس الشهيرة دورات تدريبية في اللباقة والإيتيكيت للشرطيين ليكونوا أكثر تعاطفا ولطفا وتهذيبا عند التعامل اليومي مع ضحايا الجنح والجرائم وشهودها.
وحسب تقرير نشرته صحيفة «الديلي ميل»، أطلقت الدورات التدريبية هذه في مدينة مانشستر وضواحيها بشمال إنجلترا، وانخرط فيه كمرحلة أولى 300 شرطي يتعاملون مع المواطنين بصورة مباشرة في الشوارع والمخافر. وللعلم، فإن هذه الدورات مجانية لا تكبد جهاز الشرطة أي تكلفة مادية، أما فكرتها فتفتق عنها ذهن مسؤول الشرطة نديم بت، الذي يخدم في مدينة بولتون، القريبة من مانشستر. وفي تصريح أدلى به بت للصحيفة، قال: «لقد كان دأبنا ولا يزال الإصغاء إلى بيئتنا والتفاعل معها، والاستفادة من الملاحظات لتطوير مستوى خدمتنا لهذه البيئة. وكلنا يعرف عن سمعة متاجر جون لويس الطيبة في مجال خدمة الزبائن وحسن المعاملة، وكل من دخل هذه المتاجر لمس هذه الحقيقة، وبالتالي، ما كان علي إلا أن رفعت سماعة الهاتف وطلبت منهم الإذن بإرسال شرطيين للاطلاع على أسلوبهم في التعامل مع الزبائن». وبالفعل بدأت التجربة في فرع جون لويس في ضاحية تشيدل بمانشستر، حيث سيتعلم الشرطيون من موظفي الخدمة في المتجر أصول التعامل اللطيف واللبق.