يضان الراين يهدد عددا من المدن الألمانية

بعد ذوبان الثلوج الكثيفة

TT

بعد انخفاض درجات الحرارة إلى 20 مئوية تحت الصفر في ألمانيا خلال الشهر الماضي، ارتفعت الحرارة في الأيام السابقة إلى ما بين 11 و14 درجة مئوية، وتسبب هذا الارتفاع في ذوبان كميات هائلة من الثلوج على جبال الألب وعلى ضفاف الأنهار الهامة، مثل الراين والموزل والماين.

وعادة يهدد الراين في فيضانه الشتوي باكتساح أهم المدن الكبيرة الممتدة بين كوبلنز وكولون ودوسلدورف، غرب ألمانيا. وبعد كميات الثلوج الهائلة التي سقطت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي شهد مطلع العام الجديد أمطارا غزيرة أذابت الثلوج بسرعة في الشوارع. وقال متحدث باسم بلدية مدينة كولون إن منسوب النهر ارتفع عند ظهر أمس، الاثنين، إلى 8.81 متر، وأن المياه ترتفع بمقدار سنتيمترين كل ساعة. وقد يؤدي الفيضان المحتمل إلى جرف الحواجز التي بنيت على عجل، وإغراق «المدينة القديمة» التي تعد المنطقة السياحية الأولى في قلب المدينة. المتحدث ذكر أن «المدينة القديمة» ستسلم من الفيضان إذا ما ظل منسوب الماء تحت 9.20 متر، أما بعده فلن يقف أي شيء أمام النهر الغاضب. ومما يذكر أنه راح حتى الآن 3 أشخاص مسنين ضحايا للفيضان في منطقة حوض الراين، وتهدد المياه بالتسرب إلى أقبية البيوت عبر المجاري. وكان آلاف الكولونيين والسياح قد تجمهروا على كورنيش الراين في كولون لمتابعة ارتفاع منسوب النهر. وبينما كان المصورون منهمكين في التقاط الصور للبواخر التي ما عادت قادرة على المرور تحت الجسور، عمل مئات العمال على بناء جدار حديدي متحرك بطول كيلومترين أمام المنطقة السياحية. وهو جدار يثبت داخل حز إسمنتي على طول الكورنيش، وزيد في العام الماضي ارتفاعه بمقدار 50 سنتيمترا.

إلى ذلك، تبدو الحالة أقل مأساوية في بون ودوسلدورف، لكن الشوارع الممتدة على نهر الراين في مدن الراين الصغيرة مثل باد برايسغ وباد هوننغن وبوبارد ما عادت صالحة للسير بعدما غمرتها المياه. وفي كوبلنز، حيث يلتقي نهر الراين بنهر الموزل، تسببت مياه الفيضان في غرق مئات البيوت والمزارع الصغيرة، وتوقف نشاط نادي القوارب. واضطر رجال الإطفاء إلى انتشال العشرات من السكان المسنين الذي عجزوا عن مغادرة المنطقة بالسيارات.