«العشاء في الظلام».. تجربة تلقى إقبالا كبيرا

ابتكرها مطعم نمساوي رائد

العشاء في الظلام تجربة فريدة أثبتت نجاحها في مطعم صغير في فيينا (رويترز)
TT

«عفوا، لا توجد طاولة شاغرة.. ولا بد من الحجز مبكرا لتأمين مقعد في المستقبل».. هذه العبارة وعبارات أسف أخرى أكثر لباقة يسمعها كل من يدفعه الحماس فيبادر بزيارة دون حجز لمطعم «العشاء في الظلام».

تماما كما يشير الاسم، فإن المطعم يستقبل زواره في ظلام دامس تزيده عتمة ستائر مخملية قرمزية ثقيلة. والعشاء في الظلام تجربة فريدة أثبتت نجاحها في مطعم صغير بالحي الثالث في العاصمة النمساوية فيينا، بدليل الإقبال الذي يحظى به المكان بعدما نجح في إضفاء لمسة مميزة تثير الخيال وتدفع بالمرء إلى تنشيط وتنبيه بقية حواسه. ومما يشجع على خوض التجربة في اطمئنان تام أن عمال المطعم من المكفوفين المدربين الذين لا يحتاجون إلى ضوء ليعملوا، ولذلك فإنهم مفعمون بالحركة والنشاط وهم يقودون الزوار إلى مقاعدهم ويخدمونهم بمهارة عالية دون جلبة أو حوادث. ما إن يصل الزبون حتى يأخذ بيده أحد عمال الاستقبال ويقوده لكي يصل سالما إلى مائدته التي حجزها، وبعد فسحة من الوقت يكون خلالها قد عود نفسه على الأجواء المعتمة من حوله، معتمدا اعتمادا كاملا على بقية حواسه في لمس أدوات المائدة وسمع وقع الأقدام وهمس الحضور.. حيث تكون حاستا الشم والذوق قد تسلمتا القيادة لمعرفة نوع الطعام.

لا يعتمد المطعم على الاختيار من قائمة، بل إجابة عن سؤال محدد، هو ما إذا كان الضيف يفضل السمك أو الدجاج أو اللحم الأحمر، وثمة خيارات تتعلق بالطعام النباتي. وتأتي الوجبة التي يصل ثمنها إلى 69 يورو مكونة من مقبلات أو شوربة، يليها الطبق الرئيسي، ولن تخلو من تحلية. وكي لا يتهم المطعم بالتعدي على حاسة البصر وإقصائها، ولإشاعة جو من المرح، فإن إدارته تفاجئ الزوار بعد نهاية وصلة ضيافتهم بفترة إضاءة ختامية يرشفون خلالها الشاي والقهوة، وتمنحهم فرصة الاستمتاع بالديكور الفني الرفيع الذي يزين المطعم.