صخرة «اللوريلاي».. أسطورة تعود إلى الظهور في ألمانيا

إثر غرق باخرة كانت تقل أحماضا من ألمانيا إلى بلجيكا

TT

الأسطورة الألمانية القديمة عن صخرة «اللوريلاي» على نهر الراين، غرب ألمانيا، تزعم أن فتاة شقراء كانت تظهر عارية على الصخرة وهي تمشط شعرها في ضوء القمر، كانت تبهر الربابنة بجمالها فترتطم سفنهم بالصخرة وتغرق.

لعنة «اللوريلاي» ضربت على ما يبدو ضربتها من جديد بأمر من الراين، الذي يشهد أكبر فيضان له منذ عقود. فقد جنحت باخرة شحن يبلغ طولها 100 متر فجأة على جنبها وغرقت بالقرب من صخرة «اللوريلاي» الشهيرة صباح أمس الخميس، وقال متحدث باسم الشرطة إن أسباب الحادث غامضة ولا يمكن تعليلها فقط على أساس ارتفاع منسوب النهر.

الجانب الواقعي من الحادث هو أن الباخرة كانت محملة بأكثر من 2400 طن من حامض الكبريتيك المفترض إيصاله عبر النقل النهري من مدينة لودفيغسهافن الألمانية إلى مدينة أنتورب البلجيكية. وإذ طمأنت ولاية بلاتينية الراين السكان إلى أن الحامض لم يتسرّب إلى الماء، رصد الصحافيون بقعة سوداء تحيط بالباخرة المقلوبة، كما ذكر متحدث باسم شرطة الإنقاذ أن حموضة الماء في المنطقة ارتفعت بشكل ملحوظ.

هذا وقد استخدم رجال الإنقاذ طائرة هليكوبتر مزوّدة بكاميرا حرارية بهدف الكشف عن مصير اثنين من أربعة ملاحين كانوا على سطح الباخرة عند انقلابها. واعترف الناطق باسم الشرطة أن احتمال انتشالهما أحياء ضعيف، لأن درجة برودة الماء تبلغ أربع نقاط مئوية فوق الصفر ولا يمكن لجسم الإنسان أن يحتمل هذه البرودة لأكثر من ساعة.

وأضاف الناطق أن الراين ينعطف انعطافة حادة في هذه المنطقة، كما يقل عرضه بالقرب من صخور «اللوريلاي»، وربما تسبب الفيضان بتيارات قوية جرفت باخرة الشحن عند اجتيازها المنطقة الضيقة.

الملاحان اللذان أمكن انتشالهما بهمة طاقم باخرة أخرى نفيا علمهما بالأسباب التي أدت إلى انقلاب الناقلة، وأشارا إلى ملاح ثالث كان في كابينة القيادة، علما بأن تيار الماء فصل الكابينة بأكملها عن متن الباخرة. ومن ناحية ثانية، يعتبر تيار نهر الراين سريعا مقارنة بغيره من الأنهر، إذ إنه ينبع من جبال الألب في الشمال ويجري نحو الجنوب ليصب في بحر الشمال عند ميناء روتردام الهولندي. هذا وقد أوقفت السلطات الألمانية الملاحة في نهر الراين مؤقتا ريثما تنجز عملية سحب باخرة الشحن المقلوبة إلى الضفة.