دراسة مثيرة للجدل: الرضاعة الطبيعية 6 أشهر تصيب الطفل بفقر الدم

خبراء صحة الأطفال يصرون على التوصيات الدولية

TT

الاعتماد على الرضاعة الطبيعية وحدها على مدى الـ6 أشهر الأولى من حياة الطفل، حسب التوصيات الدولية، ربما لا يكون أفضل الخيارات لتغذيته الصحية ونموه، وفقا لدراسة بريطانية جديدة أثارت جدلا بين العلماء.

وأشارت الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية إلى أن الرضاعة الطبيعية الخالصة خلال هذه المدة قد تعرض الطفل لفقر الدم، بسبب نقص الحديد، وإلى أمراض الحساسية، ولذلك ينصح المشرفون على الدراسة بإعطاء الطفل غذاء صلبا إضافيا منذ الشهر الرابع من عمره، بدلا من التوصية الدولية الحالية التي تقترح إعطاءه بعد سن 6 أشهر.

وكانت بريطانيا من بين الدول الغربية القلائل التي التزمت بتوصيات منظمة الصحة العالمية عام 2001 بضرورة إرضاع الأطفال طبيعيا حتى سن 6 أشهر. وقالت الدكتورة ماري فيوتريل، الباحثة في معهد صحة الطفل بجامعة لندن، وفي مستشفى «غريت أرموند ستريت» الشهيرة للأطفال في لندن، التي أسهمت في الدراسة، إن «الرضاعة بحليب الأم لا يمكن أن تكون مصدرا غذائيا وحيدا مناسبا، ولذا لا يمكن تثبيت فترة محددة لها في الدول المتقدمة، خصوصا أن 65 في المائة من هذه الدول لم تلتزم بهذه التوصيات».

إلا أنها استطردت بالقول إن التوصية بالرضاعة الطبيعة لستة أشهر تظل مهمة للدول النامية التي لا تزال تعاني من ندرة المياه النقية، والأغذية المناسبة للأطفال.

إلا أن الكثير من الخبراء البريطانيين تصدوا لنتائج هذه الدراسة، خصوصا بعد مساندة الكلية الملكية لأطباء الأطفال البريطانية ومؤسستي صحة الطفل وولادة الأطفال الوطنيتين للتوصيات الدولية. وقالت جانيت فايل، المستشارة في شؤون السياسات المهنية في كلية قابلات التوليد الملكية، إن «علينا أن نتصدى لأي محاولات لإعادة النظر في توصية إرضاع الأطفال طبيعيا لفترة 6 أشهر، لأنها خطوة إلى الوراء. كما أنها تهدف إلى اللعب على مصالح شركات إنتاج غذاء الأطفال التي لم تؤيد تلك التوصيات منذ البداية».

وأضافت أن إعطاء الطفل أغذية صلبة مبكرا قد يؤثر على بعضهم، لأن آليات المضغ والهضم لم تكتمل لديهم بعد».

كما أكدت ناطقة باسم وزارة الصحة البريطانية أن «حليب الأم يوفر كل العناصر الغذائية اللازمة للطفل حتى عمر 6 أشهر، ولذا فإننا نوصي بالرضاعة الطبيعية وحدها لفترة 6 أشهر».