كتاب يروي اعترافات أم فرنسية قامت بسطو مسلح لكي تطعم ولديها

المحكمة أطلقت «السارقة المحتاجة» بعد حملة تضامن مع مأساتها

غلاف الكتاب الصادر عن منشورات «ماكس ميلو» في باريس
TT

أصدرت فرنسية في الخمسين من العمر كتابا تروي فيه وقائع سطو مسلح قامت به، قبل نحو عام، لكي تحصل على مبلغ يكفي لإطعام ولديها ويقي عائلتها من التشرد. ويثير الكتاب، منذ نزوله إلى المكتبات، هذا الأسبوع، اهتماما إعلاميا، لأنه يكشف ما وصلت إليه الحالة في أوساط الطبقات الفقيرة والوسطى، مع ارتفاع أرقام البطالة وتفاقم أزمة السكن في المدن الفرنسية الكبيرة.

وبوجهها المتغضن وشعرها الأشقر الطويل، أصبحت روز آن فيكاري، مؤلفة كتاب «بداية شهر صعبة»، شخصية معروفة لمشاهدي التلفزيون وقراء الصحف، التي أطلقت عليها لقب «السارقة تحت وطأة العوز».

وأسهمت حملة التضامن التي رافقت محاكمة فيكاري في حصولها على البراءة.

صاحبة الكتاب، وهي والدة لولدين تقيم في مرسيليا، جنوب فرنسا، روت وقائع المشكلات المادية المعقدة التي واجهتها بعد انفصالها عن زوجها واضطرارها لإعالة ولديها بنفسها، وانسداد كل السبل في وجهها حتى ذلك الصباح القارس من شهر ديسمبر (كانون الأول) 2009، حين نهضت من فراشها وقامت بالاستحمام وارتدت ثيابها ثم استلت مسدسا، في لحظة يأس، وذهبت إلى دكان قريب من بيتها، وهددت البائعة بالسلاح لكي تحصل على ما في صندوقها من نقود.

ولأنها ليست لصة محترفة فقد تمكن الزبائن من السيطرة عليها وانتزاع المسدس منها وتسليمها إلى الشرطة.

بعد شهر من ذلك التاريخ، قضت المحكمة بحبس روز آن فيكاري لمدة عام، مع وقف التنفيذ، ووضعها خمس سنوات تحت المراقبة. ودافعت المتهمة عن نفسها بالقول إنها لم تكن تنوي السرقة، بل الحصول على قرض بالقوة، لكي تطعم ولديها وتدفع إيجار الشقة الصغيرة التي تقيهم من التشرد، بعد أن تراكمت عليها الديون.