أوبرا «غارنييه» رفضت ملصقا لأنه يحمل صورة اللاعب ريبيري

متاحف فرنسا تؤجر واجهاتها للإعلانات التجارية.. بشروط

رافعة تزيل اعلانا لعطر شانيل من واجهة متحف اورساي في العاصمة الفرنسية باريس بعد انتهاء اعمال الترميم (رويترز)
TT

في بادرة غير معهودة، وافقت كبريات المتاحف الفرنسية على تأجير واجهاتها لنشر ملصقات إعلانية لدور أزياء ومشروبات غازية وسيارات وشركات طيران، أثناء عمليات الصيانة والترميم التي تجرى فيها. وكان هذا الأسلوب متبعا، حتى الآن، في المباني التجارية والسكنية الفخمة الخاضعة للتصليح، وذلك لحجب منظر الخراب والأنقاض عن المارة، لكن لم يتوقع أحد أن يرى إعلانا لخطوط الطيران الفرنسية، مثلا، على واجهة المبنى التاريخي لـ «القصر الكبير» الواقع بين شاطئ نهر السين وجادة الشانزليزيه، وسط باريس.

وتشترط التعليمات التنظيمية ضرورة الحصول على موافقة الإدارة المحلية للشؤون الثقافية على تأجير الواجهات للمعلنين، وألا تحجب الإعلانات أكثر من نصف الواجهة. وبدأت الإدارة بإعطاء الرخص لشركات الإعلان على أمل أن تساعد العائدات في تمويل أعمال الصيانة المقررة لهذه المرافق. كما لا بد أن يجري اختيار الصور الإعلانية بعناية، مع مراعاة الشروط الجمالية بما ينسجم والوظيفة التي تؤديها متاحف الفن والتاريخ.

وتثير هذه الناحية الأخيرة جدلا حول الإعلان الجدير بالوضع على واجهة تاريخية. فإذا كانت إعلانات دار «شانيل» للأزياء الراقية مرحبا بها فوق إحدى واجهات متحف «أورساي» للفنون الحديثة، فإن هناك من يجد أن من غير المناسب، مثلا، وضع إعلان لسلسلة متاجر «كارفور» الشعبية على واجهة «اللوفر». لكن مسؤولا في إدارة الشؤون الفنية ذكر لصحيفة «الفيغارو» أن المعيار الوحيد للموافقة على الإعلان هو مراعاته للنواحي الجمالية، في الصورة والرسالة المرافقة لها. وتبعا لهذه المعايير، رفضت إدارة أوبرا «غارنييه» للعروض الموسيقية إعلانا لشركة «أديداس» للملابس الرياضية لأنه يحمل صورة للاعب كرة القدم الفرنسي فرانك ريبيري، لأنه كان متورطا في قضية جنائية تتعلق بإقامته علاقة مع بائعة هوى قاصر.

يذكر أن فرنسا تخصص ميزانية للثقافة تتجاوز 7 مليارات يورو في السنة، منها 375 مليونا لصيانة وترميم الصروح والمباني التاريخية. ويمكن لتأجير مساحات من الواجهة للمعلنين أن يوفر لمبنى الأوبرا القديم، في باريس، ما يقارب المليون يورو كل عام.