محكمة إسبانية تبرئ متهما من تهمة القتل.. ثم يعترف بأنه القاتل

في قضية أثارت الدوائر الحقوقية والرأي العام

TT

أثار اعتراف متهم بجريمة قتل بأنه هو القاتل بعدما كانت المحكمة قد برأته دهشة كبيرة لدى دوائر العدل الإسبانية واستياء شديدا عند أهالي الضحية. ومن جانب آخر، أعاد فتح الجدل حول مسألة قدرة المحلفين على اتخاذ قرارات الفصل التي تمس الحياة والموت. القاتل خوسيه كارنيرو (54 سنة)، وهو مدير ناد ليلي يتحدر من مدينة سوبير الصغيرة التابعة لمحافظة لوغو في إقليم غاليسيا (جليقية) بشمال إسبانيا، برأته محكمة لوغو من تهمة القتل، لانعدام الأدلة الكافية للإدانة. لكنه أمضى أكثر من 3 سنوات في السجن بانتظار المحاكمة، لاتهامه بقتل إحدى العاملات في النادي. وطالب المدعي العام خلال المحاكمة بسجنه 17 سنة، غير أن هيئة المحلفين في المحكمة اتخذت أخيرا قرارا يقضي ببراءته من التهمة لنقص الأدلة. وبالفعل، خرج من السجن، لكنه قبل أيام اعترف في مقابلة مع صحيفة «صوت غاليسيا» بأنه هو القاتل، وقال: «لا يوجد أي دليل على أنني قتلتها، لكنني أنا الذي اقترفت هذا الجرم». بطبيعة الحال، أثار هذا التصريح الوقح دهشة الأوساط الحقوقية والقضائية الإسبانية واستياء كثرة من المواطنين. وبينما ترتسم علامات استفهام حتى الآن حيال كيفية تصرف الدوائر المختصة وماذا ستتخذ من إجراءات، قال خابيير دي أوثوريس، المدعي العام في محكمة لوغو معلقا: «إن التصريحات الصحافية لا تؤثر في قرار المحكمة»، وذلك أن المحكمة العليا في إقليم غاليسيا ستأخذ بقرار محكمة لوغو التي أعلنت براءته لنقص الأدلة. ولكن ثمة من يرى احتمال أن تطلب المحكمة العليا إعادة المحاكمة بالنظر إلى «توفر معلومات جديدة» تدين المتهم. وفي هذه الحالة يتغير الأعضاء المحلفين ويصار إلى تعيين آخرين للنظر في الدعوى من جديد. من جهتها، طالبت أم العاملة القتيلة باعتقال المتهم، وإعادة المحاكمة بسرعة، قائلة «أدعو من الله أن تلقي الشرطة القبض عليه وتودعه في المكان الذي يجب أن يكون فيه، فمثل هذا الإنسان، إذا جاز وصفه بأنه إنسان، لا يستحق أن يكون طليقا».