رحيل الكاتبة أندريه شديد الفرنسية ـ المصرية ـ اللبنانية

رواياتها كانت وطنها الذي جمع شتات روح موزعة في 3 بلدان

أندريه شديد
TT

لم تكن أندريه شديد، الشاعرة والروائية المصرية الأصل التي توفيت في باريس، ليل أول من أمس، الأحد، كاتبة مرموقة باللغة الفرنسية فحسب، بل والدة وجدة لمبدعين معروفين يحملان اللقب نفسه هما: ابنها المغني لوي، وحفيدها الموسيقي الشاب ماتيو. ونعت دار نشر «فلاماريون»، أمس، سيدة كبيرة حصلت على وسام الشرف الفرنسي ونالت الكثير من الجوائز الأدبية، بينها «النسر الذهبي»، عام 1972، و«غونكور» للقصة عام 1979.

ولدت أندريه شديد في القاهرة قبل 90 عاما لعائلة من الشوام الذين هاجروا من بيروت إلى مصر أواسط القرن التاسع عشر، وتفتح لسانها على 3 لغات: العربية والفرنسية والإنجليزية. وفي القاهرة حصلت على شهادة في الأدب من الجامعة الأميركية. وكانت مولعة بالشعر منذ صباها، ونشرت نصوصا من أشعارها بالإنجليزية، قبل أن تتحول إلى الكتابة بالفرنسية وتستقر في باريس اعتبارا من عام 1946.

وطوال الـ50 سنة الماضية نشرت أندريه شديد الكثير من الكتب التي وضعتها في مقدمة المشهد الأدبي. وهي كانت تعتبر الكتابة وطنا يجمع شتات هويتها الموزعة بين 3 بلدان ويؤاخي بين الشطرين الشرقي والغربي من شخصيتها. وإلى جانب القصة والرواية والشعر، كتبت مسرحيات عدة، ونقلت روايتان من رواياتها إلى السينما، كما كتبت حكايات للأطفال ونصوصا لأغنيات غناها ابنها لوي الذي قال في أكثر من مناسبة إن والدته هي ملهمته التي حرضته على الإبداع وعلمته معاني التوق إلى الحرية والاستقلال والقيم الفنية. وقد رد لها الجميل في أسطوانة مخصصة لها بعنوان «أمي».

تناولت الراحلة في كتاباتها جوانب كثيرة مما عاشته، ويكفي استعراض عناوين عدد من رواياتها لإدراك الحس الشديد بالاقتلاع من شرقها الأول الذي ظلت معانيه وصوره ملازمة لها حتى رحيلها: «اليوم السادس»، و«الآخر»، و«المدينة الخصبة»، و«الطفل المتعدد»، و«منزل بلا جذور».