طلحة «طفل الأمل المزدوج» رأى النور في أول تجربة من نوعها في فرنسا

ولد خاليا من مرض وراثي ومناسبا لعلاج شقيقه من مرض في الدم

TT

لقد ولد... آتيا إلى الدنيا لكي يعيشها، وليمنح شقيقه الأكبر منه والمصاب بمرض وراثي عضال، فرصة التعافي. ولهذا، أطلق عليه الفريق الطبي لقب «طفل الأمل»، بخلاف التسمية القاسية لبعض الصحف التي وصفته بأنه «الطفل الدواء». إنها أول تجربة من نوعها في فرنسا، بعد حالات قلائل في الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وبلجيكا. تمت الولادة في مستشفى يقع في كلامار، غير بعيد عن باريس. وأعلن البروفسوران رينيه فريدمان وآرنولد مونيك، اللذان أشرفا على التجربة، في مؤتمر صحافي أمس، أن أوميت طلحة (تعني «أملنا» بالتركية) رأى النور في السادس والعشرين من الشهر الماضي، بعدما حملت به والدته بتقنية التخصيب في الأنابيب، وهو يتمتع بصحة جيدة جدا ويزن 3.6 كيلوغرام.

سبق لوالدي طلحة أن أنجبا ولدا وبنتا يعانيان مرض «البيتا تلاسيميا»، وهو من أمراض الدم المستعصية. وتبعا للقانون الفرنسي الصادر عام 2004 الذي أباح توليد أجنة منتقاة وخالية من الأمراض الوراثية، وفوق هذا يمكن الاستفادة من خلاياها الموجودة داخل الحبل السري في علاج أشقاء آخرين مصابين بالمرض، قرر الوالدان التركيان الأصل اللجوء إلى هذه التقنية. وبعد عملية تلقيح في المختبر لعدة بويضات، اختار الأطباء بويضة خالية من المرض لتزرع في رحم الأم. وكشفت التحاليل تطابقا في الصفات الوراثية بين طلحة وشقيقه، بينما لم تتوافق صفاته تماما مع شقيقته. وكشف الأطباء أنهم احتفظوا بالخلايا الموجودة في الحبل السري في درجات حرارة منخفضة وسيعمدون، في مرحلة مقبلة، إلى علاج الشقيق المصاب بواسطة خلايا الدم السليمة المستولدة من الخلايا الجذعية المحفوظة والمأخوذة من الطفل الوليد. ولهذا، يعتبر طلحة «طفل الأمل المزدوج»، لأنه ولد سليما من المرض، أولا، وفتح الباب لعلاج أخيه المريض، ثانيا.

ولكن على الرغم من نجاح التجربة، سارع الكاردينال أندريه فانكاتر، رئيس أساقفة فرنسا، إلى الإعلان عن موقف الكنيسة المعارض تماما لهذا النوع من التجارب لتوليد «أطفال علاجيين».

وقال في تصريح لقناة «إل سيه إي» إن العملية تنطوي على «مكننة» كائن بشري لصالح آخر. وفي حين حيى الكاردينال «عبقرية هذه الولادة»، فإنه تساءل عن المدى الذي يمكن أن يبلغه هذا النوع من التجارب الذي وصفه بأنه «يمكن أن يجعل من البشر آلات أو قطع غيار».