الفن في ألمانيا ليس «حجر عثرة» في طريق الناس

فكرة مثيرة للجدل تثير أزمة تمويل

TT

تفتق ذهن الفنان الألماني غونتر ديمنغ عن فكرة جديدة تخلد اسمه في تاريخ الفن وتخلد معه ضحايا معسكرات الاعتقال النازية. ويقضي مشروع «حجر عثرة» الفني الذي يقترحه ديمنغ بتثبيت حجر معدني مصقول يحمل أسماء ضحايا النازية، من اليهود وغير اليهود، أمام بيوت هؤلاء الضحايا. وهذا يعني زرع «مكعبات العثرة» المعدنية في كل دول أوروبا التي تضررت من الاحتلال والقهر النازي.

ديمنغ نفسه يقدر عدد ضحايا معسكرات الاعتقال بأكثر من 6 ملايين إنسان، وبزرع هذه الأحجار في شوارع المدن الأوروبية الممتدة من موسكو إلى روتردام يصبح مشروع «حجر العثرة» أكبر نصب فني تاريخي «مبعثر» في العالم. وستتاح الفرصة أمام كل من يشاهد الحجر تذكر ضحايا النازية ومآسي الحرب.

كان ديمنغ قد تقدم بنموذج من الحجر المصقول، الذي يحمل اسم الضحية ورقمه في المعسكر، إلى مدينة كولون وطالب بالحصول على دعم دائرة الضرائب. وتصور الفنان إمكانية بيع «حجر العثرة» بمبلغ 95 يورو للقطعة الواحدة بغية تغطية تكلفة المشروع. وكان من الطبيعي أن معظم دافعي الضرائب سيمتنعون عن شراء الحجر بهذا المبلغ ما لم تسمح دائرة الضرائب بحسم قيمته من ضريبة الدخل المفروضة على المواطن. وحقا، رفضت دائرة الضرائب الإعفاء الضريبي المطلوب، كما رفضت خفض الضريبة على القيمة المضافة من 19 في المائة إلى 7 في المائة (التي تمنح عادة للأعمال الفنية)، بحجة أن «حجر العثرة» ليس مشروعا فنيا، بل وضع أذى في طريق الناس.

ماكسي كارينه شتامر، المستشارة الضريبية لديمنغ، قالت بالأمس إن دائرة الضرائب ذكرت في رسالتها أن الأحجار التي يقترحها الفنان متشابهة من ناحية المادة والشكل، فضلا عن الاسم والرقم، وهذا ما ينفي عن العمل صفة «الفنية». ثم إن المكعبات ستنتج في مصنع وليس في ورشة عمل فنان، وهذا أيضا ليس في صالح المشروع كعمل فني.

القضية مطروحة الآن أمام دائرة الضرائب في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا (حيث تقع مدينة كولون). ويفكر ديمنغ الآن في رفع دعوى على الدائرة، بعدما غدا «حجر عثرة» في طريق مشروعه أمام المحاكم. وقال الدكتور نوربرت فالتر - بوريانز، من الدائرة أنها ستنظر مجددا في قرار دائرة ضرائب كولون.