رحلة قطة من مكناس إلى الرباط.. استغرقت 90 يوما

«سينبا» عادت إلى منزل الأسرة في العاصمة المغربية وهي حامل

القطة «سينبا» («الشرق الأوسط»)
TT

«سينبا» هو اسم هذه القطة المغربية التي أصبحت لها حكاية غريبة، هذه القطة وجدها إدريس بومنيش، وهو أستاذ جامعي في مادة الفلسفة في كلية التربية في الرباط، صغيرة حديثة الولادة في شارع محمد الخامس في الرباط عام 1993. ويقول إنها راحت تمشي خلفه وهي تموء، فأشفق عليها وأخذها إلى منزله، واختارت لها أسرة بومنيش اسم «سينبا» واعتنت بها الأسرة اعتناء ملحوظا، خصوصا ابنته. وعرضوها على طبيب بيطري حيث تلقت اللقاحات الضرورية. وكبرت «سينبا» مدللة وسط أسرة الدكتور بومنيش.

في عام 2001 أصبح عمر القطة سبع سنوات، في تلك السنة وبمناسبة إحدى العطل الدراسية سافرت العائلة من العاصمة الرباط إلى قرية أكوراي في ضواحي مدينة مكناس وسط المغرب. وتبلغ المسافة بين مكناس والرباط مسافة نحو 160 كيلومترا، وكانت القطة مع الأسرة في السيارة خلال هذه الرحلة، التي استغرقت ساعتين. في أكوراي بمنزل والدة بومنيش وجدت «سينبا» حفاوة، وربما مع شيء إضافي، وهو طقس البادية المنعش. بعد انتهاء العطلة رفضت «سينبا» دخول السيارة في رحلة العودة مع أفراد الأسرة إلى الرباط. واحتارت الأسرة في الأمر وإن رجحت أن تكون القطة «سينبا» أعجبت بأجواء البادية وفضلت البقاء فيها على العودة إلى حياة المدينة، وخمنوا أن هناك سببا آخر ربما جذب «سينبا» إلى أن تفضل البقاء في قرية أكوراي، إزاء ذلك قرر أبناء إدريس بومنيش ترك القطة عند جدتهم.

لكن بعد أيام من عودة الأسرة إلى الرباط افتقدت الجدة القطة، وأخبرت أحفادها هاتفيا بذلك، فشعر أفراد الأسرة بالحزن على ضياع القطة التي ظلت تعيش معهم سنوات.

وكان اختفاء القطة في ظروف غامضة مثار استغراب الجميع.

ثم مرت ثلاثة شهور على الواقعة، وحدثت المفاجأة ذات صباح عندما كان أفراد الأسرة يهمون بالخروج كل في اتجاه عمله، وإذ بهم يجدون «سينبا» تموء أمام الباب، تنتظر من يفتح لها الباب.

يقول الدكتور بومنيش إن «سينبا» عادت متسخة ومن الواضح أنها لم تكن بخير، وأصابها الهزال، كما عادت وهي حامل. وخمنت الأسرة أن «سينبا» عادت راجلة من ضواحي مكناس إلى الرباط في رحلة استغرقت 90 يوما، وتكمن غرابة هذه القطة في أنها استطاعت الخروج من مكناس والدخول إلى الرباط عبر شوارع وأزقة وأحياء المدينتين، وقطع هذه المسافة الطويلة دون حاجة إلى مرشد أو خارطة طريق. ثم إنها عادت مرورا بجبال وسهول وقفار بكل مخاطرها.

في معرض تحليل سلوك «سينبا» التي رفضت العودة مع أسرتها في وقت سابق وإصرارها الالتحاق بهم في وقت لاحق، يقول الطبيب البيطري محمد عادل إن القطة عندما وصلت قرية أكوراي ربما نسيت أسرة بومنيش حقنها كما هو معتاد ضد الحمل. وهي حقنة تبطل مفعول الهرمونات الجنسية عند القطط، لذلك ربما التقت في القرية قطا وأغرمت به، وهو السبب الذي منعها من العودة مع الأسرة إلى الرباط، ولما قضت وطرها عادت.