رحيل الكاتب الفرنسي فرنسوا نورسييه صاحب «ماء النار»

عن 83 سنة وبعد تأليفه أكثر من 25 كتابا

فرنسوا نورسييه
TT

قد لا يعني اسمه الكثير لقراء العربية، لكن الكاتب والصحافي فرنسوا نورسييه، الذي رحل أمس، عن 83 سنة، كان واحدا من أبرز الشخصيات الأدبية الفرنسية المعاصرة واسما علما في ميدان النشر، حيث عمل مستشارا لكبريات دور النشر الباريسية. وترك الراحل وراءه أكثر من 25 كتابا ومئات المقالات النقدية.

جرى انتخاب نورسييه عضوا في أكاديمية «غونكور» المرموقة التي تمنح جائزة سنوية للرواية. وبقي واحدا من أهم أعضائها لأكثر من 30 سنة، كما شغل، في فترة من الفترات، منصب الأمين العام لها. لكنه في عام 2008 استقال من الأكاديمية لأسباب صحية، إذ أصيب بمرض باركنسون (الشلل الارتعاشي)، الذي كان يسميه، من باب السخرية، «الآنسة بي».

وفي بيان صادر عن قصر «الإليزيه» الرئاسي، نعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الكاتب الراحل الكبير، قائلا إن نورسييه وجد في النهاية مكانه في قلوب قرائه الذين أشركهم معه في البحث عن المكان المثالي في روايته «منزل الحنين». وأضاف البيان أن الراحل كان «رجلا كريما لم يبخل بمقالاته وبتأثيره على كاتب يتعرض لهجوم ويحتاج لدعم».

وكان نورسييه قد فاز، عام 1965، بالجائزة الكبرى للرواية التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية عن روايته «حكاية فرنسية»، كما نال جائزة «فيمينا»، عام 1970، عن رواية «الفناء». وفي سنواته الأخيرة نشر «ماء النار»، وهو كتاب في السيرة الذاتية التحليلية التي تطرق فيها إلى علاقته المضطربة مع زوجته الرسامة هيلين مولشتاين. وجاء الكتاب ليضيف جوانب جديدة من حياته إلى السيرة التي كان قد نشرها، من قبل، تحت عنوان ينم عن التواضع هو «في غياب العبقرية».

اشتهر الراحل باهتمامه بالمواهب الجديدة وتشجيع الروائيين الشباب من خلال مقالاته في الصحف. وقد تزوج ثلاث مرات وأنجب ثلاثة أبناء، وطلب أن يحرق جثمانه بعد موته. ومن المنتظر تنفيذ وصيته، غدا الجمعة، في المحرقة التابعة لمقبرة «بير لاشيز» في شلاق وسط باريس، المأوى النهائي الأشهر لمئات المبدعين الفرنسيين على مر التاريخ.