تناقص اهتمام البريطانيين بصحة الأسنان واللثة يزيد نسب اضطرارهم إلى المعالجات الطارئة

مسح استبياني يحمل المسؤولية للحالة الاقتصادية

TT

جزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية في بريطانيا، كراهية الناس زيارة طبيب الأسنان، حتى أضحت عبارة «بل أفضل عليه زيارة طبيب الأسنان» عبارة مألوفة عند تعبير البريطاني عن أي واجب أو أمر لا يستسيغه.

طبعا، السبب هو أن معالجة الأسنان وصيانتها وترميمها مسألة لا تخلو من الألم. ولكن يبدو أن ثمة أسبابا أخرى، بجانب تحاشي ألم معالجة الأسنان، أسهمت في الآونة الأخيرة في تقاعس المواطنين عن الاهتمام بأسنانهم. وهو ما أدى إلى تدهور ملموس في صحة الفم والأسنان على مستوى البلاد.

صحيفة «مترو» الشعبية الصادرة في بريطانيا نشرت في عددها الصادر أمس حصيلة مسح استبياني دل على إحجام كثيرين عن زيارة أطباء الأسنان، على الأغلب لأسباب اقتصادية. وأشارت الحصيلة إلى أن نحو 60% من أطباء الأسنان تحدثوا عن أن زبائنهم يؤجلون معالجاتهم، بينما تحدث 59% عن إلغاء الزبائن المواعيد المحددة لهم. ومن ثم، سجلت «الرابطة البريطانية لأطباء الأسنان»، التي أجرت المسح الاستبياني مستعينة بعينة ضمت 251 طبيبا، كيف يؤدي ارتفاع نسب تأجيل الزيارات لعيادات أطباء الأسنان أو إلغائها يسبب الآن بصورة عكسية مباشرة زيادة كبيرة في المعالجات الطارئة والأكثر تعقيدا بعد ازدياد الحالات سوءا.

ولقد بينت الحصيلة أن أكثر من ثلث الأطباء في العينة أوردوا خلال شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين زيادة في الطلب على العمليات الطارئة، بالمقارنة مع أرقام الأشهر السابقة السنة الفائتة. ونبهت «الرابطة» على هامش المسح بأن الكشف الدوري المنتظم على الأسنان يكشف عموما أكثر من مجرد الحالة الصحية للأسنان واللثة، لأن بعض أمراض اللثة والأسنان قد تكون على صلة بأمراض أخطر على الصحة منها أمراض القلب وداء المفاصل ومرض السكري. وشددت على أنه بينما قد يكون منطقيا في الظروف الاقتصادية الحالية التفكير في التوفير والاقتصاد في النفقات، لا يجوز إهمال هذا الجانب الصحي والاستخفاف به.