القذافي في كاريكاتيرات كرنفال الراين

1.5 مليون ألماني يشاركون في الكرنفال

ليو جياوبو الناشط الصيني الحائز جائزة نوبل للسلام على شكل تمثال الحرية في الكرنفال (أ.ب)
TT

في جو دافئ ومشمس، لم يشهده الكرنفال منذ عقود، بلغ كرنفال الراين ذروته أمس في «يوم الزهور». في مدينة كولون وحدها، المعروفة كعاصمة للكرنفال، تجمهر 1.5 مليون ألماني، متنكرين، وقد لونوا وجوههم، وهم يرقصون في الشوارع ويتلقفون الحلوى وشدات الورود التي توزعها عربات المسيرة الاحتفالية.

وكالمعتاد لم يبتعد الكرنفال عن التدخل في السياسة وتجاوز كل المحرمات التي قد يفرضها القانون.. فالتماثيل التي تجرها العربات تصور وزير الدفاع الألماني المستقيل وهو يطير من بين يدي المستشارة أنجيلا ميركل، وفضائح الكنيسة الكاثوليكية هناك أيضا، بل وحتى القذافي يستقل طيارته باتجاه فنزويلا. في دوسلدورف، عاصمة ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، بلغ نقد أوروبا العظم من خلال مشهد يظهر أوروبا كامرأة متملقة تقبل العقيد القذافي. وذلك ليس كل شيء؛ لأن الكرنفاليين أظهروا القذافي وهو يستخدم كل ترسانته لتحطيم ليبيا المبنية من ورق الكوتشينة، ناهيكم عن ألعاب كبيرة تمثل المستشارة الألمانية ميركل تقدم كيسا محشوا باليوروات للقذافي الذي يخفي براميل النفط خلف ظهره.

وإذا كان كرنفال ريو يشتهر بـ«حماوته» الجوية والمزاجية فإن كرنفال الراين يشتهر بحلاوته (توزيع الشوكولاته) والزهور. فالعربات المزخرفة التي تجرها الخيول المطهمة، وزعت هذا العام على المشاركين في الكرنفال 300 ألف شدة ورد. كما وزع كرنفاليو المسيرة، ويبلغ عددهم فوق العربات نحو 12 ألف عازف وراقص، 300 طن من الحلوى يشكل الملبس 6 أطنان منها. وبين الحلوى نحو 700 ألف علبة شوكولاته كبيرة هدية من كبريات شركات إنتاج الحلوى.

معروف أن ذروة الكرنفال، التي تمتد بين «ليلة النساء» (الخميس) وصولا إلى أربعاء الرماد الذي يليه، هي أيام احتفالية غير رسمية، وكل دوائر الدولة مفتوحة، لكن لا يجد الإنسان فيها غير «المهرجين» المتنكرين.

يشارك معظم مشاهير المدينة في تحية الجمهور من العربات وهم متنكرون، بينهم عمدة كولون الاشتراكي يورغن روتر، كابتن فريق إف إس كولن لوكاس بودولسكي، الفنانة المسرحية الشهيرة ماريللا ميلوفيتش، رئيسة شركة «فورد بيرنهار ماتيه» وفرقتا «باب» و «توتن هوزن» المشهورتان.