شجرة في الرباط تحولت إلى مكان لمراجعة الدروس

طلاب وطالبات يندسون بين أغصانها في هدوء وراحة بال

طالبتان تراجعان دروسهما فوق شجرة الرباط الاستثنائية (تصوير: سعيد الجدياني)
TT

اختارت مجموعة من الطالبات والطلاب في العاصمة المغربية الرباط مكانا استثنائيا لمراجعة دروسهم. وهذا المكان الذي يوفّر لهم، كما يقولون، الراحة ويساعدهم على التركيز في قلب المدينة ليس سوى جذوع شجرة مزروعة في حديقة صغيرة تقع بمحاذاة شارع محمد الخامس، الذي يعد أكبر شوارع الرباط، خلف كاتدرائية بروتستانتية.

هذه الشجرة تجتذب منذ فترة مجموعات من الشباب خلال النهار، وخاصة في العصر، معظمهم من طلاب وطالبات الجامعات وبعضهم من المدارس الثانوية. وفي العادة، يتسلّق الطلاب سواء كانوا من الشبان أو الشابات جذع الشجرة، بهدف الجلوس بين أغصانها لمراجعة دروسهم جماعة أو فرادى.

وفي لقاء مع آمال مرزوق وسارة العلوي وصوفيا النصيري، وهن ثلاث طالبات اعتدن منذ ما يزيد على أربعة أسابيع على الصعود إلى هذه الشجرة والجلوس بين أغصانها المتفرعة، لمراجعة الدروس و«الدردشة»، قالت آمال مرزوق: «اخترنا الجلوس فوق هذه الشجرة لأنها جميلة وهادئة، على الرغم من أنها تقع في وسط المدينة»، بينما علّقت سارة العلوي «أعتبرها مميزة لأنها تحجبنا عن رؤية الناس، كما تحول بينا وبين الفضوليين».

«شجرة الطلاب»، كما باتت تلقّب لدى العارفين القلائل بأمرها، تلفت فقط انتباه من ينشدون الهدوء في كنف أغصان مخضرّة. وما يميّزها إنها قريبة من الإدارات والمؤسسات الحكومية، كما أنها «على مرمى حجر» من أكبر شارع بالرباط أي شارع محمد الخامس. ثم إنه من النادر أن ينتبه لها المارة، وحتى من يجلس وسطها لا يظهر جيدا للمارة نظرا لكثافة أغصانها وفروعها، غير أن بعض من يصعدون إليها لا يمانعون في الكشف عن هوياتهم، إذ إنهم يعمدون إلى كتابة أسمائهم، أو أحيانا بعض العبارات للذكرى.

يبقى أن نشير إلى أن «شجرة الطلاب» هذه من الأشجار المعمرة، ويقول حارس سيارات يعمل بالقرب منها إن عمرها يقدر بعقود عديدة، لكنه لا يعرف على وجه الدقة متى غرست، أو هوية غارسها، وإن كان يرجح أنها غرست من طرف بلدية العاصمة المغربية.