فرنسي وفرنسية يحاولان الانتحار على طريقة البوعزيزي

مشرد حاول إحراق نفسه داخل البلدية

TT

انتقل أسلوب الاحتجاج على الظلم بالانتحار حرقا إلى فرنسا، التي شهدت خلال اليومين الماضيين حادثتين من هذا النوع. وعلى غرار ما فعله الشاب التونسي محمد البوعزيزي، وكان شرارة انطلاق الانتفاضة في بلده، اقتحم مشرد مبنى بلدية ضاحية سان دوني، بشمال باريس، أول من أمس، وهدد بإحراق نفسه في صالة الاستقبال احتجاجا على تجاهل المسؤولين الاجتماعيين لحالته. وسرعان ما نفذ تهديده وسكب الوقود على ثيابه وأشعل عود كبريت فيها. وحسب العاملين في البلدية، فإن المشرد (45 سنة) الذي يعاني من أزمة نفسية كان قد تردد على دائرة المساعدة الاجتماعية في السابق وهدد بحرق نفسه ما لم تساعده على الخروج من الضائقة التي يمر بها وإسكانه في شقة من الشقق المخصصة لذوي الدخل المحدود. ثم عاد بعد ظهر الجمعة إلى المبنى حاملا قنينة من مادة سريعة الاشتعال ونفذ تهديده أمام موظفتي الاستقبال والمراجعين والحراس. وقد سارع حارسان إلى إخماد النار التي انتشرت في ثيابه بمطفأة للحريق، وتولت فرق الإسعاف نقله إلى المستشفى لمعالجة حروق في الوجه واليدين. وأمضى الرجل ليلته في المستشفى تحت المراقبة. وفي حين هنأ مدير مكتب عمدة البلدية الحارسين على التصرف بأعصاب هادئة لإحباط محاولة الانتحار، فإنه أكد أن الرجل العاطل عن العمل، الذي دفعته الضائقة إلى المبيت في الشارع، سبق له التقدم بطلب للإسكان الشعبي، وأحيل الطلب إلى مسؤول أحد المباني لكنه تلقى، صباح أول من أمس، رسالة تبلغه برفض طلبه، واقتحم المشرد اليائس صالة البلدية وهدد بأن يعود ومعه مادة مشتعلة، وهو ما فعله بعد الظهر.

ومن جهة ثانية، أشعلت شابة عمرها 19 سنة النار في نفسها، مساء الأربعاء الماضي، في بلدة قريبة من مدينة ليون، بجنوب فرنسا، واضطر الأطباء في المستشفى الذي نقلت إليه لمعالجة حروق في 60 في المائة من جسدها، إلى إخضاعها للغيبوبة الصناعية. ومع أنه لم يتسن للمحققين أخذ أقوالها بعد، تفيد المعلومات الأولية بأن السبب خيبة عاطفية. فالشابة التي هجرها حبيبها قبل فترة وجيزة، سبق لها أن جربت طعن نفسها بسكين، قبل أن تسكب الوقود على جسدها وتشعل النار فيه.