الاقتصاد الألماني يعاني الاكتئاب وآلام الظهر

في تقرير لاتحاد شركات التأمين

TT

لا يبالغ الأطباء الألمان حين يقولون إن الاكتئاب وآلام الظهر والصداع أصبحت من «الأمراض الشعبية» المزمنة في المجتمع الألماني. فشيوع هذه الأمراض بين الألمان ما عاد يؤثر سلبا على الحياة الزوجية فحسب، وإنما يلقي بآلامه على ظهر الاقتصاد أيضا.

جاء ذلك في دراسة نشرها اتحاد شركات التأمين الألمانية بمناسبة يوم 15 مارس (آذار) الحالي الذي يعتبر «يوم الظهر الألماني». وظهر من دراسة يوم الظهر أن الألمان الشرقيين يعانون آلام ظهر أكثر مما يعانيه الغربيون، وهذا لا يتعلق فقط بقلة الحركة وطبيعة الجو، كما يعتقد الخبراء الصحيون.

ويقول اتحاد شركات التأمين الصحي، ومقره في مدينة هامبورغ، إن آلام الظهر تفوقت على آلام الصداع من ناحية الانتشار بين الألمان، ولا تتفوق عليه سوى حالات الاكتئاب. وهذا ظهر من خلال تفحص أسباب نيل الإجازات الصحية في العام الماضي بين العاملين والموظفين.

اعتمد الاتحاد في تقريره المعنون «صحة الألمان 2011» على معطيات مأخوذة عن 3.5 مليون ألماني مؤمنين في شركات التأمين الصحي. وكان الاكتئاب مسؤولا عن نيل الإجازات الصحية في 2.6 مليون حالة، تليه آلام الظهر في 2.5 مليون حالة. عموما يغيب كل ألماني، بغض النظر عن السن، عدد ساعات يبلغ مجموعها 1.2 يوم عمل بسبب آلام الظهر.

واقع الحال أن آلام الظهر تتقدم على حالات الاكتئاب من ناحية عدد الحالات، إلا أن أيام الغياب بسبب الاكتئاب أكثر. وتؤدي هذه الحالات إلى إلحاق ضرر كبير في الاقتصاد نتيجة ملايين ساعات العمل التي تحتسب إجازات بسبب الأمراض الشائعة.

المهم أيضا، وكما هو متوقع، فإن آلام الظهر تلاحق عمال البناء والنجارة أكثر من غيرهم، ويرتفع معدل أيام الإجازات الصحية بسبب آلام الظهر في هذا القطاع إلى 3.55 يوم في السنة. أما أقل أيام الإجازات بسبب آلام الظهر المأخوذة عام 2010، فكانت بين العمال التقنيين والموظفين من خريجي الجامعات (0.67 يوم كمعدل).

الجدير بالذكر، أنه في عام 2006 أعلن يوم 15 مارس كـ«يوم الظهر» بعدما لاحظ الأطباء الألمان شيوع الحالة بين الناس. ويقول اتحاد شركات التأمين إن الحالات زادت 10% منذ ذلك العام.