مغربي يبحث عن هويته بعد 3 عقود غامضة في العراق

أهله اعتبروه في عداد الموتى.. وهو يتكتم على قصته

TT

يواجه مغربي عاش زهاء 3 عقود في العراق مشكلات عويصة في الرباط بغرض «إثبات شخصيته»، بعد أن كانت أسرته تظن أنه أصبح في عداد الموتى. وتعود تفاصيل هذه القصة إلى عام 1981؛ حيث غادر الحسين مزوارة «منطقة سوس» في جنوب المغرب باتجاه العراق، بعد أن كان قد حصل على ليسانس بغرض مواصلة دراسته فوق الجامعية، واختار العراق وقتها بسبب ميوله اليسارية. وظل في العراق طوال هذه المدة، لكنه لم يكشف عن تفاصيل فترة إقامته هناك، أو الأسباب التي جعلته ينقطع عن التواصل مع أسرته، كما يرفض الحديث عن الأسباب التي جعلته يعود مجددا إلى المغرب. ومنذ عودته وهو يتردد على مكتب محمد أقديم، المحامي في الرباط، وهو نقيب سابق للمحامين، بحثا عن أي وسيلة قانونية حتى يثبت من خلالها هويته الحقيقية واسمه وباقي التفاصيل، وإقناع الجميع أنه حي يرزق وليس كما اعتقد أهله أنه أصبح في عداد الموتى، بعد أن انقطعت أخباره.

يشار إلى أن عددا كبيرا من المغاربة الذين كانوا بالعراق عادوا إلى بلدهم بعد مارس (آذار) 2003 وهو تاريخ الغزو الأميركي للعراق، وأغلبهم واجه مشكلات بسبب ضياع حقوقهم في العراق. ومعظمهم كانوا تجارا ومزارعين أو أصحاب مهن حرة أخرى، كان الاتصال بينهم وبين أهلهم في المغرب لا ينقطع، لكن مشكلة الحسين مزوارة أن جميع وسائل الاتصال مع أسرته ومعارفه انقطعت تماما.

وعندما عاد، وهو رجل في الستينات، تباينت مشاعر أهله بين الفرح والاستغراب والدهشة، ولم يتعرف عليه إلا أفراد العائلة من كبار السن. وقال المحامي أقديم إنه زود مزوارة بالإرشادات القانونية المطلوبة؛ حيث شرع في إثبات هويته من جديد من خلال إعداد بطاقة تعريف جديدة.