حريق يلتهم صالة «إليزيه مونمارتر» التاريخية في باريس

وصفها زولا ورسمها تولوز لوتريك وعلى مسرحها ولدت رقصة «الكانكان»

صالة «إليزيه مونمارتر» قبل الحريق
TT

التهم حريق كبير صالة «إليزيه مونمارتر» في العاصمة الفرنسية باريس، يوم أمس، مما استدعى تدخل 18 سيارة للإطفاء من تسعة مراكز في المدينة، وجهود 72 إطفائيا. وكانت عاملة للنظافة قد أبلغت عن اندلاع الحريق الذي يفترض أنه نجم عن تماس كهربائي، بعدما دخلت إلى المكان في الثامنة صباحا وأشعلت النور. وحسب المعلومات الأولية، فإن الصالة كانت فارغة ولم تقع خسائر في الأرواح.

أثار احتراق الصالة التاريخية أسف كثيرين من العاملين في الأوساط الفنية والمسنين من بقايا الزمن الماضي الذين اعتبروا أن النار أتت على جزء من ذكرياتهم السعيدة؛ إذ يعود تشييد الصالة إلى عام 1807. وهي مؤلفة من ثلاثة مبان وحديقة كبيرة ألغيت، في ما بعد، لإنشاء مسرح «التريانون» في مكانها. وقد بنيت الصالة عند سفح هضبة مونمارتر الشهيرة في الدائرة الثامنة عشرة إلى الشمال من وسط باريس. ولاحقا، تعرض المبنى للتغيير على يد المهندس إدوار نييرمان الذي أضاف إليه الهيكل الحديدي الذي كان قد ضم الجناح الفرنسي في المعرض الكوني الذي شهدته باريس، مطلع القرن الماضي، وصممه المعماري غوستاف إيفل، صاحب البرج الذي يحمل اسمه.

وخلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أي في ما يسمى بـ«السنوات المجنونة»، كانت الـ«إليزيه مونمارتر» واحدة من أبرز المنتديات الليلية في باريس، قبل تحويلها إلى قاعة للعروض الموسيقية. وقد شهد مسرحها، إلى جانب مسرح «الطاحونة الحمراء» المجاور لها، ولادة رقصة «الكانكان» التي اشتهرت بها الفرق الاستعراضية الفرنسية الشعبية، وصورها الرسام الفرنسي هنري دو تولوز لوتريك في العديد من لوحاته التي ما زال السياح يقتنون نسخا تجارية منها، كما وصفها الكاتب إميل زولا في واحدة من رواياته.