حالف الحظ 27 ممثلا من فرقة «كومباني أوف» الفرنسية بفضل تأخرهم في الوصول إلى طوكيو لتقديم عرض بعنوان «الزرافات»، كان من المقرر تقديمه هناك احتفالا بافتتاح حي سكني جديد في العاصمة اليابانية.
غير أن الزرافات الحمر السبع المشاركة في العرض شحنت إلى طوكيو، قبل سفر أعضاء الفرقة، ووصلت إلى المدينة في الحادي عشر من الشهر الحالي، أي في اليوم الذي وقعت فيه كارثة الزلزال والتسونامي المدمرة، ومن ثم التسريبات الإشعاعية، التي هزت اليابان.
الزرافات الحمر التي تزن طنين، ليست حيوانات طبيعية، بل هي هياكل مرتفعة مصنوعة من المعدن والقماش. وقد جرى احتجازها في مطار طوكيو - ناريتا الدولي ومنعت من عودتها إلى فرنسا خشية نقلها لمواد مشعة. ومما يذكر أن الفرقة التي أسست قبل ربع قرن حققت شهرة طيبة بفضل زرافاتها، وذلك بعدما شاركت في عروض جابت المهرجانات العالمية، وكان آخرها استعراض في أستراليا نظم خلال الشهر الماضي.
هذا، ومع أن أعضاء الفرقة نجوا من الزلزال وما تلاه من التسونامي وهزات تابعة في اليابان، فإنهم يشعرون بالحزن لفراق زرافاتهم التي كانت العمود الفقري لعروضهم. وما زال فيليب فريسلون، المدير الفني للفرقة التي تتخذ من بلدة إلى الجنوب الغربي من باريس مقرا لها، يجري اتصالاته مع مخازن مطار طوكيو - ناريتا للاطمئنان على الزرافات السبع الحمر. بقي أن نشير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرف فيها الجمهور الياباني على الفرقة، إذ سبق لها أن قدمت، قبل سنوات، عروضا في مدينة ناغازاكي، المدينة المنكوبة بالإشعاع، أيضا.. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.