اعتراضات على حملة تنظيف فيينا من «مخلفات الكلاب»

بحجة الدفاع عن الهوية النمساوية للكرة البلورية

TT

«الإعلان فن يجب أن يكون مستفزا وليس مقززا».. هذا الفهم محور نقاش وجدل حاد جابهت به مجموعة من السياسيين النمساويين المعارضين حملة إعلامية طرحتها حكومة إقليم العاصمة النمساوية، فيينا، المؤلفة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب «الخضر».

كانت حكومة الإقليم قد أطلقت حملة إعلانية ضخمة لتحفيز سكان فيينا على الحرص أكثر على نظافتها، التي أهلتها عبر عقود طويلة لأن تعد من أنظف المدن الأوروبية. غير أن العاصمة الجميلة باتت الآن مهددة بفقدان هذه الميزة بسبب مخلفات الكلاب التي يربيها أهل فيينا، ويدللونها أكثر مما يدللون أطفالهم، بل يجاهر بعضهم بأنهم يفضلون اقتناء كلب على إنجاب طفل.

يحمل الإعلان الحكومي صورة لكرة بلورية وبداخلها «براز كلب على قمة جبل ثلجي». وأكدت المشرفة على الحملة، في تصريح لها، أن حكومة إقليم فيينا تعمدت أن يكون الإعلان «صادما واستفزازيا»، لكي يتنبه المواطنون لخطورة ما يمكن أن يتسببوا فيه من تشويه وقبح للمدينة إذا ما تقاعسوا عن إزالة مخلفات كلابهم من الطرق والأرصفة والميادين العامة. وأردفت أن حكومة الإقليم عينت 50 موظفا مهمتهم الأساسية فقط ملاحقة هذا الأمر ومتابعة الالتزام به، كذلك أعلنت عن غرامة قيمتها 36 يورو لكل من يقبض عليه مخالفا، وفي حال رفض الدفع سيحال المخالف إلى القضاء، وقد يواجه عقوبة السجن، وتجدر الإشارة إلى أن السلطات وزعت بالفعل آلاف الأكياس البلاستيكية في مختلف أنحاء فيينا.

لكن هذه الحملة وجدت بسرعة من يعارضها؛ فقد هاجم هاينز كريستيان شتراخا، رئيس حزب «الطريق للحرية» المعارض، الحملة، واصفا إياها بـ«المقززة». وأضاف أن كرة البلور «جزء من التراث النمساوي، ولا يعقل تشويهها»، وندد بالحملة التي قال إنها أسيء تخطيطها والإنفاق عليها، مدعيا أن الحكومة أعدت 900 ملصق أنفقت عليها 28 ألف يورو!