عصابة ترمم قطع «اليورو» المعدنية المهشمة في الصين.. ثم تبدلها في البنوك الألمانية

TT

شهدت عاصمة المال الألمانية والأوروبية، فرانكفورت، نوعا جديدا ومبتكرا من عمليات الخداع المالي طلبا للإثراء السريع. وتدور القضية هذه المرة حول عملات اليورو المعدنية المعطوبة من فئتي 1 و2 يورو.

النيابة العامة في فرانكفورت، الواقعة في وسط غرب ألمانيا، قالت إنها ألقت القبض على عصابة تجمع العملات المعدنية المهشّمة والمعطوبة، وتهربها إلى الصين، حيث يجري إصلاحها، ثم تعيدها مجددا إلى ألمانيا لتبديلها بعملات جديدة. وللعلم، هذه العملات المعدنية المعطوبة لا يمكن تداولها في السوق، ويمكن للمواطن عادة إرجاعها إلى البنك الاتحادي الألماني لتبديلها. وتجري هذه العملية من دون فائدة يفرضها البنك على المواطن، ويتعامل البنك الاتحادي مع هذه العملات كسبائك معدنية يجري «تدويرها»، بمعنى إعادة سبكها وسكها.

القضية الآن تدور حول 29 طنا من عملات اليورو المهشمة والمعطوبة من فئتي 1 و2 يورو، جرى جمعها بطريقة غامضة حتى الآن، ونقلت جوا إلى الصين. وتقدر قيمتها بنحو 6 ملايين يورو. وحسب تصريح النيابة العامة، أوقف حتى الآن 6 من أفراد العصابة، بينهم 4 صينيين وألمانيان. كما تجري التحقيقات المكثفة داخل أروقة شركة «لوفتهانزا» (الطيران الألماني)، وخصوصا مع طواقم الطائرات التي تتردد بين ألمانيا والصين، لوجود شك بتورط أحد الطواقم في عملية نقل العملة المعدنية بين البلدين.

ويُعتقد أن طيارين ومضيفات من «لوفتهانزا» شاركوا في العملية، وعلى مدى رحلات كثيرة، بالنظر إلى وزن العملات الثقيل. ويُعتقد أيضا أن عمليتي الترميم والنقل حدثتا بين صيف 2007 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2011. ومما يُذكر أن طواقم العمل على طائرات «لوفتهانزا» معفية من شرط الوزن المحدد بـ20 كلغ فقط.

وتركّز النيابة العامة الألمانية تحقيقاتها حاليا حول كيفية وصول هذا الكم الضخم من العملات المعطوبة إلى أيدي أفراد العصابة. ومع أن ناطقا باسمها نفى شمول موظفي البنك الاتحادي بالتحقيقات حتى الآن، يظهر أن أفراد العصابة خلطوا العملات المرممة، المجلوبة من الصين، مع بعض العملات الحقيقية لكي يسهلوا أمر تمريرها على البنوك.