سوق رائجة لعمليات التجميل في النمسا ولكن وسط منافسة سعرية من «الجوار»

ثلث النساء مهتمات بها.. وأكثر من نصف الرجال «بدناء»

TT

الجمال ثقافة. ولذا حتى في المجتمعات الفقيرة حيث بالكاد يتوافر لربة المنزل ما تطعم به صغارها، فإنها تبحث عن مواد تجميلية تستخلصها من سحق الطوب الأحمر أو أوراق الشجر. ومع تحسّن الأحوال المادية يصبح للتجميل موقع محسوب في ميزانية المصاريف، بل وحتى المدخرات. وفي بعض المجتمعات لا تجد نساء أي غضاضة في الاستفادة من قروض بنكية لإجراء عمليات تجميل.

هذا ما أكّدته مجددا دراسة اقتصادية اجتماعية حديثة، ذات أبعاد طبية، أشرف على إعدادها المركز النمساوي للاقتصاد والتنمية، ونشرت وسائل الإعلام في العاصمة النمساوية فيينا أجزاء منها. وقدّرت الدراسة أن امرأة من كل ثلاث نساء نمساويات تطمح لإجراء عملية تجميل لتعديل – أو تحسين شكل - عضو من وجهها أو جسدها، بينما تهبط النسبة عند الرجال إلى 1 من كل 6 رجال. وحسب الدراسة تتصدر عمليات تصغير أو تكبير الصدر الرغبات النسائية. أما عند رجال النمسا فتتصدر قائمة المرغوبات إزالة الشعر الزائد. من ناحية ثانية، أشارت الدراسة إلى أن نسبة تصل إلى 25% من الشعب النمساوي ترغب في التخلص من الوزن الزائد هذا العام، كاشفة أن 57% من الرجال و43% من النساء يحتاجون للتخلّص من بضعة كيلوغرامات تجعلهم «بدناء» بالقياس إلى طولهم وأعمارهم.

في سياق مواز كانت دراسات سابقة قد نبهت الأطباء النمساويين لضرورة مراجعة تكاليف العمليات التجميلية، لا سيما في ظل المنافسة القوية التي أصبحت تمثلها دول الجوار التي كانت تصنّف سابقا بأنها دول شرق أوروبية. ففي هذه الدول الشيوعية سابقا مثل المجر وسلوفاكيا والجمهورية التشيكية تقل تكلفة عمليات التجميل كثيرا عنها في النمسا، وهذا مع أن المسافة القصيرة الفاصلة بين فيينا والعاصمة السلوفاكية براتيسلافا لا تتطلب نصف ساعة قيادة بالسيارة أو مبلغ 8 يوروات ثمن تذكرة القطار بين المدينتين «الجارتين».