فرنسيون يرفضون توقيع عقود زواجهم أمام صورة ساركوزي في صالات البلدية

عمدة يساري وافق على نقلها إلى ممر جانبي

TT

بادر عمدة بلدة بوفان، على الحدود الشمالية لفرنسا، إلى رفع صورة الرئيس نيكولا ساركوزي، الموجودة على طاولة الشرف في صالة البلدية، استجابة لطلب 3 أزواج رفضوا إجراء مراسم زواجهم تحت الصورة.

لوي باسكال لوبارغي، عمدة البلدة (5400 نسمة) المحسوب على أحزاب اليسار، خضع للطلبات قائلا لصحيفة «الباريزيان»: «أهنئ أصحاب العرس، ومن حقهم دعوة من يريدون»، أي رفض من لا يريدون، أيضا. وأضاف أنه نقل، ببساطة، صورة الرئيس من صدر صالة الأعراس إلى الممر المؤدي إليها، وذلك بعدما سأله خطيبان، العام الماضي، عن ضرورة أن يعقدا زواجهما أمام الصورة. وحسب رواية العمدة الذي يعقد سنويا نحو 40 قرانا، فإن صورة ساركوزي عادت إلى مكانها بعد مراسم العقد. لكن الحالة تكررت مع زوجين آخرين رفضوا الارتباط تحت عيني الرئيس. وهكذا ظلت الصورة في الممر «الذي لا يقل شأنا عن غيره»، كما يقول، قبل أن يؤكد عدم وجود أي نص يحدد موضعا معينا ومحبذا لصورة رئيس الجمهورية في مباني البلديات. ونفى العمدة أن يكون ما فعل يشكل استفزازا أو تمردا «لأن صورة الرئيس ليست من رموز الجمهورية»، مؤكدا أنه ما كان لينصاع لطلب المتزوجين لو أرادوا، مثلا، رفع العلم الفرنسي من الصالة أو تمثال «ماريان»، المرأة التي ترمز للجمهورية الفرنسية.

غير أن قرار رفع صورة ساركوزي من الصدارة لم يعجب ديدييه داميد، رئيس الخط السياسي اليميني المعارض للعمدة، الذي رأى أنه «تصرف مرفوض ولا يحترم قيم الجمهورية»، في تعليق بالمدونة الإلكترونية للمعارضة قال فيه إن الفرنسيين انتخبوا الرئيس عبر صناديق الاقتراع وبهذا فهو رئيس لهم جميعا.

لكن العمدة المشاكس لم يسكت، بل رد بأن المشكلة كلها تكمن في شخصية ساركوزي التي تزعج فئة من الفرنسيين. وأضاف أنه مستعد لقبول أي رأي مخالف وإعادة الصورة إلى مكانها الأول. وأشار إلى أن سبق له رفض طلبات أكثر تطرفا، منها لثنائي أراد قلب الصورة بحيث يكون وجه ساركوزي لجهة الجدار.