تماشيا مع مناخ الثورات العربية وشعاراتها التي تأثرت بها جوانب متعددة للحياة في مصر، مثل حفلات الزفاف وواجهات المتاجر والملابس، لما تشيعه من أجواء الدعابة والفكاهة، امتدت أجواء الثورات إلى شركات السياحة، التي استغلتها هي الأخرى في الترويج والدعاية لرحلاتها خاصة رحلة «العمرة» إلى الأراضي المقدسة.
فمع اقتراب موسم العمرة في أشهر رجب وشعبان ورمضان، وهي الأشهر التي تتسابق فيها الشركات لتقديم عروضها للفوز بالمعتمرين، لجأت إحدى هذه الشركات إلى الشعار الشهير «الشعب يريد إسقاط النظام»، وعلى غراره كتبت «الشعب يريد إسقاط الذنوب»، كما أطلقت على رحلة العمرة مسمى «عمرة التغيير» في اقتباس لمسميات المسيرات المليونية التي تخرج أيام الجمعة في عدد من الدول العربية التي تشهد حاليا أحداث الثورات. وفي محاولة لجذب المواطنين لهذه الرحلة أعلنت الشركة أيضا عن وجود خصم خاص لأسر الشهداء، الذين سقطوا في أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني).
ورقة الدعاية التي تضمنت تلك العبارات تم توزيعها في عدد من مناطق القاهرة والمحافظات، ومنها انتقلت إلى موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، لتنال هذه الطريقة في الدعاية انتقاد الكثير من الأفراد، باعتبارها تسيء إلى العمرة كشعيرة إسلامية لها قدسيتها، بينما رأى البعض أن استخدام عبارات الثوار في غير موضعها يعد استخداما خاطئا للثورة، وعلى العكس كان رأي البعض أنها طريقة مختلفة قد تجذب الكثير للتجاوب معها.