فيينا كرمت مؤسس أحد أشهر مقاهيها مع بلوغه 100 سنة

ليوبولد هافلكا تغيّب عن المناسبة بسبب معاناته من إعياء

TT

في منتصف مايو (أيار) 1939 افتتح ليوبولد هافلكا وزوجته جوزفين مقهى صغيرا في زقاق دوروثير غاسه الضيق المتفرع من الـ«غرابن»، الذي يعتبر قلب العاصمة النمساوية فيينا. وبجهود ليوبولد وجوزفين، ثم جهود ابنهما غونتر وحفيديهما أمير وميخائيل، كبر المقهى، ليس حجما، بل مكانة وسمعة حتى غدا معلما من معالم المدينة. وأمس، بعث الرئيس النمساوي هاينز فيشر رسالة هنأ فيها هافلكا بعيد ميلاده الـ100، وتوالت التهاني والتبريكات من زعماء سياسيين وفنانين وعمدة المدينة وحشد من سكانها من العامة والوجهاء، كما أصدر مكتب البريد طابعا خاصا تقديرا للمناسبة.

أيضا، في لفتة تليق بفيينا، كعاصمة عالمية للموسيقى الكلاسيكية، عزف موسيقيون أعضاء في فرقة فيينا الفلهارمونيكية، أشهر فرق الموسيقى الكلاسيكية في العالم، مقطوعة «عيد ميلاد سعيد»، تكريما لليوبولد هافلكا، وتكدست الهدايا والزهور تقديرا لدور الرجل ومقهاه في إثراء المدينة ثقافيا واجتماعيا وسياحيا.

للعلم، يوجد مقهى هافلكا في مبنى بسيط ومتواضع، ولم يدخل على هيئته الأولى غير القليل جدا من التعديلات، بل ما زال يحتفظ بمقاعد خشبية قديمة، ومدفأة حطب، في حين تزين جدرانه لوحات لأشهر الفنانين والرسامين، بالإضافة إلى مقاطع ومقتطفات من إنتاج شعراء وأدباء عالميين ممن اتخذوا هذا المقهى، بالذات، ملاذا لهم في فيينا، على رأسهم الكاتب الأميركي الشهير آرثر ميللر، ومواطنه المبدع آندي وارهول. وهناك أيضا صور لزعماء عالميين ممن حرصوا، خلال زياراتهم الرسمية للنمسا، على زيارة مقهى هافلكا والاستمتاع بعبقه المختلف وتذوق قهوته وفطيرته الشهية الـ«بوختلن»، التي ظلت جوزفين تخبزها 3 مرات يوميا حتى وفاتها عام 2005، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل.

لكن، على الرغم من رونق المناسبة، تغيب المحتفى به عنها لمعاناته إعياء مفاجئا. ومما يذكر أنه دأب، طيلة السنوات الأخيرة، على الحضور إلى المقهى يوميا، ولو لمدة ساعتين، لكي يشرف بنفسه على سير العمل الذي يديره ابنه وحفيداه.