إيران تعيد «أسطوانة قورش» إلى لندن

المتحف البريطاني يتعهد بعرض أول وثيقة حقوق إنسان في إيران مرة أخرى

TT

رافق مسؤولون بالمتحف الإيراني ورجال قوات الأمن «أسطوانة قورش» التي تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد إلى مطار طهران في وقت مبكر من صباح أمس في طريق عودتها إلى لندن بعد استعارة مؤقتة. ووصل المسؤولون الإيرانيون إلى المطار لتوديع «أسطوانة قورش» بعد استضافتها لمدة سبعة أشهر.

و«أسطوانة قورش» هي قطعة من الطين (22.9 سم) نقش عليها رواية بأسلوب الكتابة المسمارية القديمة عن غزو الملك الفارسي قورش الكبير لبابل. وتم اكتشاف هذه القطعة الأثرية في العراق في عام 1879، وكسرت إلى عدة أجزاء. وقد تم تسليمها إلى مسؤولين بالمتحف البريطاني، حيث وضعت في القسم الخاص بالتراث القديم لإيران، ووفقا لمسؤولين إيرانيين فقد شاهد هذه القطعة الأثرية أكثر من مليوني شخص خلال عرضها في المتحف منذ سبتمبر (أيلول) من عام 2010.

وفي تصريحات له في مطار طهران، قال الدكتور جون كورتيس، أمين قسم الشرق الأدنى في المتحف البريطاني، إن هناك خططا لعرض الأسطوانة أمام «أكبر عدد ممكن من الناس في جميع أنحاء العالم».

وأضاف «يحدوني الأمل في أن يشمل ذلك إيران وبالتأكيد لدينا تطلعات لمرحلة تعرض خلالها الأسطوانة مرة أخرى في إيران». وكان قد نشب خلاف بين إيران والمتحف البريطاني منذ أشهر على خلفية طلب استعارة «أسطوانة قورش»، وهددت طهران مرارا بقطع العلاقات مع المتحف خلال المفاوضات.

وكشف النقاب رسميا عن الأسطوانة في طهران العام الماضي في احتفال حضره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وكان وجودها في هذا البلد ليس فقط مصدر فخر، لكنها أيضا أثارت حالة من الجدل بين الصحف اليمينية التي واصلت كتابة افتتاحيات تتساءل عما إذا كان ينبغي أن تظل القطعة الأثرية في إيران بشكل دائم.

وتعتبر «أسطوانة قورش» أقدم وثيقة لحقوق الإنسان عرفها العالم، لكنه كان شائعا في بلاد ما بين النهرين أن يبدأ الملوك حكمهم بمثل هذه الإعلانات الإصلاحية، وفقا للمتحف البريطاني.