بيوت الطين وأسلاك الكهرباء الوطنية ضحايا «إعصار بغداد» المفاجئ

فيضانات في شوارع العاصمة العراقية بعد نصف ساعة من المطر

عراقي يقود عربة يجرها حمار في أحد شوارع بغداد التي غمرتها مياه الأمطار أمس (أ.ب)
TT

لم يأخذ العراقيون على محمل الجد تحذيرات دائرة الأنواء الجوية العراقية عن قرب حدوث عواصف وأمطار رعدية ترافقها موجة من الغبار الكثيف وهو ما حصل الليلة قبل الماضية. وبينما توقف الناس عند اقتران المطر بالغبار وهو ما يتناقض مع منطق الأشياء إلا أن التجارب خلال السنوات الأخيرة أثبتت أن كل الاحتمالات في العراق باتت ممكنة حتى فيما يتعلق بالطبيعة. كتب الجغرافيا الوطنية ظلت تصنف جو العراق بوصفه «حارا جافا صيفا باردا ممطرا شتاء» لكن مناخ العراق وفي غضون السنوات العشر الأخيرة لم يعد مثلما كان عليه في الماضي ليس فيه سوى ثنائية المطر شتاء والجفاف صيفا.

المطر المفاجئ المصحوب بعاصفة تحولت إلى شبه إعصار كانت ضحيته الأبرز بيوت الطين والصفيح التي يقطنها الفقراء والمتجاوزون في بغداد وعدد من المحافظات الأخرى وأسلاك الكهرباء الوطنية حيث سقطت الكثير من أعمدة الكهرباء على قارعات الطرق، الأمر الذي أدى بأجهزة المرور والشرطة إلى تحويل مسارات السير إما إلى طرق بديلة وهي قليلة جدا في بغداد في ظل الحواجز الخراسانية التي قطعت أوصال المدن والأحياء داخل العاصمة المترامية الأطراف أو تسيير العجلات باتجاه سير واحد.

وصباح أمس كان فرصة لمناظر مياه الأمطار التي تحولت إلى شبه فيضانات مختلطة بعشرات الأعمدة التي تهاوت في الشوارع وتهاوت معها ما تبقى من شعارات الحملة الانتخابية الماضية وبقايا صور قادة العملية السياسية ممن فازوا في الانتخابات الأخيرة.

المواطنون الذين بدأوا يناشدون الجهات المسؤولة التدخل سواء لرفع الأعمدة الملقاة على جوانب الطرق أو لخفض منسوب المياه التي قال بعضهم ممن استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم إنها فرصة لتربية أنواع البط والدجاج المائي وربما حتى الجاموس في بعض أحياء بغداد، لا سيما تلك التي تنتشر فيها ما تسمى مدن الصفيح أو «العشوائيات» أو «الحواسم» وهي بيوت مكونة من طين وصفيح وقصب وغير مشمولة بالخدمات التي تقدمها أمانة العاصمة بسبب كون من يسكنها من المتجاوزين على أملاك الدولة. وبالقياس إلى ما ضرب العراق من جفاف خلال السنوات السبع الأخيرة فإن الأمطار والعواصف الأخيرة التي ضربت بغداد تعد الثانية من نوعها في غضون 8 أعوام حيث كانت آخر موجة مطر عنيف ضربت بغداد عام 2002. غير أن الفارق بين الاثنين أن مطر عام 2002 كان قد استمر بالهطول نحو يومين شبه متواصلين بينما العاصفة الأخيرة فلم تزد أكثر من نصف ساعة.

والأمر لم يتوقف عند بغداد فقط فهناك أيضا المدن الأخرى ومنها كربلاء التي أعلن الهلال الأحمر فيها عن سقوط نحو 15 منزلا فيها بسبب غزارة الأمطار أيضا وفي أحياء المتجاوزين.