ارتفاع عدد ضحايا انهيار مسجد في فاس وتباين في تحديد أسباب الحادث

شخص تحت الأنقاض تحدث من هاتفه الجوال مع فرق الإنقاذ

عملية رفع الأنقاض بعد انهيار المسجد (تصوير: أحمد العلوي لمراني)
TT

بذلت فرق الوقاية المدنية في المغرب حتى يوم أمس جهودا مضنية لانتشال عمال بناء ما زالوا تحت مسجد كان قد انهار يوم أول من أمس في حي شعبي بمدينة فاس. وكانت حصيلة ضحايا انهيار المسجد قد ارتفعت إلى أربعة قتلى، في حين نقل مصابان إلى المستشفى، ولكن يعتقد أن خمسة آخرين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض. مصادر محلية أفادت أمس بأن أحد العالقين تمكن من التكلم مع أحد معارفه بواسطة هاتف جوال كان يحمله، وقال في مكالمته إنه لم يصب بأذى لكنه يحث فرق الإنقاذ على انتشاله، وتابع المصدر نفسه أن الرجل تحدث بعد ذلك مع فرق الإنقاذ. هذا، وأفادت المصادر المعنية بأن عمليات الإنقاذ تواصلت عند أنقاض المسجد، الواقع في حي «باب السيفر»، منذ صباح أول من أمس وحتى المساء. وأوضحت أن عمال بناء كانوا منهمكين في ترميم سقف المسجد البالغ علوه 150 مترا عندما فوجئوا بالانهيار. وعلم أن المسجد كان قد أغلق قبل سنتين بقرار من لجنة خاصة بترميم المباني الآيلة للسقوط في فاس. وكان المسجد قد شيد عام 1998، وأغلق قبل أربع سنوات من أجل صيانته وإصلاحه، ثم أغلق مجددا في فبراير (شباط) من العام الماضي عندما تبين أن جدرانه تشققت، وتقرر ترميمه.

ومن جانبها، أعلنت السلطات المحلية في فاس أنها فتحت تحقيقا حول الأسباب التي أدت إلى الحادث، وبينما عزا سكان في الحي السبب إلى خلخلة الجدران من طرف محلات للنجارة والحدادة ملاصقة له، رجح آخرون أن يكون السبب غزارة الأمطار والرياح التي عرفتها المنطقة خلال الأيام الماضية. الجدير بالذكر، أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية كانت شكلت لجنة فنية عقب انهيار مسجد في مدينة مكناس، القريبة من فاس، أسفر عن مقتل 41 شخصا وإصابة 76 آخرون بجروح. وعلى الأثر، قررت اللجنة إغلاق عدد من المساجد لترميمها. ثم إن مسجدا آخر كان قد انهار في فاس عام 2004، ولكن من دون سقوط ضحايا، ومنذ ذلك الوقت لم يقع حادث مماثل في المدينة، التي تضم عددا كبيرا من المساجد التاريخية، على رأسها «جامع وجامعة القرويين» العريق.