النمسا: السجن 4 سنوات ونصف السنة لـ«طبيب» ألماني مزيف

TT

فقط، وبمتابعة الطريقة التي غطى بها وجهه بينما الكاميرات تلاحقه وهو في طريقه إلى قاعة المحكمة، يتبين أنه متهم غير عادي. فبدلا من اختيار بدلة كاملة لحضور جلسات محاكمته، كما جرت العادة، اختار «بلوفر» بعنق عال استفاد منه تماما في تغطية ملامح وجهه وإخفائها. المتهم رجل ألماني عمره 38 سنة، كانت وظيفته التي ظل يترزق منها حتى أغسطس (آب) العام الماضي، هي التمثيل في أدوار هامشية معظمها في مسلسلات من النوعية التي تحكي عن الأطباء والمستشفيات.

المتهم، حسب وسائل الإعلام النمساوية، لم يكشف عن الأسباب التي دفعته إلى هجر تمثيل أدوار غرضها الترفيه والتثقيف بطريقة قانونية شريفة، والانتقال من ثم إلى «تمثيل» من نوع آخر، هو تمثيل إجرامي مخالف للقانون والأعراف الأخلاقية، تظاهر معه بأنه طبيب. وبالتالي، نجم عن جريمته موت مواطنة نمساوية (63 سنة) ساقها حظها العاثر إلى طلب سيارة إسعاف لنقلها إلى المستشفى، وكان هو «طبيب الطوارئ» المسؤول في تلك السيارة.

المتهم كان قد وصل إلى إقليم النمسا السفلي واستقر هناك في أغسطس 2010، مستعينا بشهادات علمية مزورة ومستندات تزعم خبرته للعمل كطبيب. وحقا، عين طبيبا بالإسعاف، وعمل في 55 دورية حتى توقيفه عندما توفيت تلك المرأة نتيجة جهله التام بكيفية التصرف المطلوب وسرعة التدخل لإنقاذها. وبعد إقراره بالذنب ردا على سؤال من القاضي بماذا يصف نفسه؟ أجاب المتهم بكل ثقة وصلف، كما عهد منه، «طبيب فاشل». ولكن بعد مداولة وتشاور أصدر القاضي حكما بسجنه أربع سنوات ونصف.