يضع منتجو الحلويات الأوروبيون الكثير من الهواء، الذي يشكل أحيانا 90 في المائة من محتويات أكياسها، لإيهام الزبون بكبر حجم ما يشتريه مقابل القليل من النقود. لكن بعض الزبائن الأذكياء في ألمانيا نبهوا «مركز حماية المستهلك» أخيرا إلى هذا التضليل. وحقا، بادر «المركز» ومقره في مدينة هامبورغ، إلى رفع عدة دعاوى ضد كبار منتجي الشوكولاته في ألمانيا بتهمة الاحتيال على الزبائن. آرمين فاليت، أحد مسؤولي «المركز»، أفاد في تصريح له أن «نفخ» أكياس الشوكولاته والملبّس «أصبح سياسة تسويقية عامة لمنتجي الحلوى هدفها خلق شعور كاذب لدى الزبون بأنه يدفع ماله لقاء كمية كبيرة من الحلوى». واعتبر أن القضية لا تتعلق بالأرباح فقط، لأن وضع 100 غرام من الشوكولاته في كيس كبير يتّسع لنصف كلغ، مليء بالهواء يعني أيضا تلويث البيئة بأكياس ضارة، وبمزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون من دون أي داع.
هذا، وكان «مركز حماية المستهلك» قد تلقى مؤخرا أكثر من 30 شكوى من مواطنين اتهموا شركات صناعة الحلوى بـ«استغفالهم». وبالفعل، أجرى خبراء «المركز» فحصا بأشعة «إكس» على 30 منتجا معبأ بالأكياس والعلب فتبيّن لهم أن الهواء يشكل أكثر من 30 في المائة في 14 منها، ومن 60 في المائة في 9 منها، ناهيك عن منتجين - أحدهما لشركة كبرى - بلغت نسبة الهواء فيهما 90 في المائة. أما المنتجات الخمسة المتبقية فكانت نسبة الهواء فيها أقل من 30 في المائة. المهم أن «المركز» عدّد أسماء الشركات الكبرى ونسب الهواء في منتجاتها، وقال إن النيابة العامة فتحت مع كل منها تحقيقا بتهمة الاحتيال. وللعلم، ينصّ قانون «رزم المنتجات» على أن ارتفاع نسبة الهواء فيها عن 30 في المائة يعد تحايلا، في حين يقول فاليت إن «معهد أبحاث السوق الألماني» كشف في دراسة له «عن ميل واضح لدى الزبائن لاختيار العلب والأكياس الكبيرة، وهو ما استغلته شركات صنع الشوكولاته».
وكان خبراء «مركز حماية المستهلك» قد اكتشفوا، قبل «فضيحة» أكياس الشوكولاته، في علبة صغيرة للمحارم الورقية، أيضا من منتجات شركة كبيرة، 9 مناديل بدلا من 10 كما هو مذكور على الغلاف. وكشفوا عن نقص بلغ 150 غراما في وزن مسحوق غسيل معروف من فئة كيلوغرام. وعُلم أن «المركز» ينوي مستقبلا إخضاع مستحضرات التجميل للفحص النوعي والكمّي.