لافتة تحذيرية تثير أزمة في النمسا

أعدها كاهن لحماية ممتلكاته

TT

فجأة، تحولت لافتة قديمة رفعها كاهن نمساوي لحماية ممتلكاته إلى قضية رأي عام وصلت نقاشاته إلى ألمانيا وحتى فرنسا! اللافتة عبارة عن رسم لقس بزيه التقليدي يبدو وكأنه يطارد فتى وفتاة صغيرين يجريان أمامه وعلى ملامحهما علامات الفزع. وبجانب الرسم الذي وضع داخل إطار دائري أحمر اللون، إشارة لليد التي تعني بلغة السير «قف، ممنوع المرور». وبدأت «المشكلات» مع اللافتة عندما استنكرت لجنة قانونية شكلتها الحكومة النمساوية للبحث فيما تكشف قبل فترة عن اتهامات لبعض القسس بالتعدي جنسيا على صغار من رعايا الكنائس في عدد من البلدان الغربية، من ضمنها النمسا.

حسب رأي اللجنة، فإن ما رسم على اللافتة يوحي وكأن القس يطارد أولئك الصغار، وهو أمر مؤذ لصورة الكنيسة، مهما كان تفسيره. ومما يذكر، أن اللجنة المذكورة كانت قد شكلتها الحكومة النمساوية قبل أكثر من شهرين للتحقيق في اتهامات التعدي، والتعامل معها بجدية، وذلك بموافقة كبير أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في النمسا.

من جانبه، قال الكاهن الذي أثارت لافتته هذا الجدل، واسمه سيب روثونغ، إنه لم يقصد شرا، بل كان هدفه من اللافتة التحذير علنا من أنه يمنع دخول الصغار إلى الغابة المحمية التي يملكها من دون صحبة ذويهم لا أكثر. وتابع، مشددا على أنه «مواطن عادي، وكغيره من المواطنين يحرص على حماية ممتلكاته»، مستنكرا بشدة مواقف من حملوا اللافتة أكثر مما قصده، بما في ذلك من شبهوها باللافتات التي وضعها النظام النازي الألماني وكتب عليها «اليهود ممنوعون من دخول الغابات الألمانية».

بقي أن نشير إلى أن محمية القس روثونغ، التي تغطي مساحة واسعة من غابة بجبال إقليم شتيريا، تقع على طول أحد المسارات الرئيسية المؤدية إلى كاتدرائية تعود للقرن الـ16 الميلادي يزورها المئات يوميا.