الفرنسيون يفضلون كتابة رسائل الغرام يدويا

سعاة البريد يوزعون 200 ألف رسالة شخصية يوميا

الرسالة البريدية تشعر مرسلها بأهميتها أكثر من الرسالة الهاتفية
TT

أكد استطلاع للرأي نُشر في باريس، أمس، أن عموم الفرنسيين يفضلون أن يقرأوا عبارة «أحبك» مكتوبة بخط اليد في خطاب مطوي ومحفوظ في غلاف يتلقونه بالبريد، على رؤيتها مصفوفة الأحرف في رسالة نصية تصلهم على الهاتف الشخصي، أو مطبوعة عبر «الإيميل» على الشاشة الإلكترونية.

جاء في الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة «هاريس إنتراكتيف» لحساب دار «نوفو ديبا بوبليك» للنشر، وتركز حول علاقة الفرنسيين بالكتابة على الورق، أن هؤلاء ما زالوا يميلون إلى إخفاء مشاعرهم الحميمة بين دفتي رسالة بريدية، ولا يميلون إلى تبادل الرسائل النصية الساخنة، على غرار تلك التي كانت تتبادلها الممثلة الأميركية إيفا لونغوريا مع زوجها بطل كرة السلة الفرنسي توني باركر، قبل انفصالهما.

تأتي هذه النتائج مترافقة مع كتاب صدر هذا الأسبوع في باريس بعنوان «الكتابة تمارس المقاومة» للمؤلف ريمون ريدينغ، المدير العام السابق للرسائل في دائرة البريد الفرنسي والرجل الذي عمل تحت إمرته 192 ألف موظف ومستخدم. لقد انتقل ريدينغ، بعد تقاعده، إلى العمل في حقل النشر وأسس دار «نوفو ديبا بوبليك» التي تقف وراء هذا الاستطلاع الذي كشف عن أن 64% من الفرنسيين يشعرون بمتعة أكبر حين يتلقون رسائل الحب والصداقة والتواصل العائلي، عبر البريد الورقي. الغريب أن نسبة الشباب بينهم كبيرة، على الرغم من أن أبناء الجيل الجديد فتحوا أعينهم على الحواسيب والرسائل الإلكترونية ورسائل الهواتف النقالة.

في تفسيرهم للأسباب، قال هؤلاء إن الرسالة البريدية تشعرهم بأهميتهم لدى مرسلها أكثر من الرسالة الهاتفية، كما أعربوا عن وجود نوع من التواطؤ بين الورق والمشاعر. وكشف أحدهم عن أنه يتحسس ورق الرسالة ويتذكر أن قلم الحبيبة مر عليه، إضافة إلى أنها امتشقت قلمها لتخط له عبارات الود والشوق، ثم قامت بمجهود لكي تذهب بها إلى صندوق البريد. وبالمقابل، فإن الرسالة النصية أو الإلكترونية تفرض على كل من المرسل والمتلقي خطا مطبوعا وتحرمه من اختيار نوع القلم والحبر ولون الورق وشكل الغلاف.

وكشف الاستطلاع، أيضا، عن أن لجوء المحبين إلى الرسائل الورقية يزداد في أوقات الأزمات؛ ذلك أن الناس يشعرون بالحاجة إلى التضامن والتقارب فيمن بينهم.

وبخلاف المطبوعات الدعائية والفواتير التي تمتلئ بها صناديق الرسائل، كل يوم، فإن سعاة البريد في فرنسا يوزعون، يوميا، ما معدله 200 ألف رسالة شخصية أو عائلية تبقى محفوظة بين أوراق متلقيها، على عكس الرسائل الهاتفية التي تكتب على عجل، وترسل على عجل، وتمحى على عجل.

وقال 68% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنهم من النادر أن يلقوا برسائل الحب في سلة المهملات. وما زال الكثيرون يحتفظون بهذا النوع من الرسائل الحميمة في علبة خاصة أو داخل حقيبة جلدية صغيرة.