حكمت محكمة ويستمنستر في العاصمة البريطانية لندن كتعويض لمواطن نمساوي سجن لمدة 6 أيام عن طريق الخطأ بمبلغ 430 ألف يورو. صاحب التعويض الضخم هو ألفونس مينزدورف - بويي (55 عاما)، وهو نبيل ذو حسب ونسب يحمل لقب «كونت»، بالإضافة لكونه من كبار رجال المال والأعمال النمساويين، ويملك قلعة دالناغلار بمنطقة بيرث شاير، بجانب منزل فاخر بأرقى أحياء لندن، ثم إنه زوج ماريا لاوش كاللات وزيرة الصحة السابقة في النمسا. وكانت السلطات القضائية البريطانية قد أوقفت المليونير النمساوي بتهمة الاتجار غير المشروع بالسلاح، وأنه دفع بصفته وسيطا رشى لإتمام صفقات بريطانية - أميركية مشتركة مع بعض دول شرق أوروبا خاصة بشحنة من الطائرات الحربية. ولقد ثبتت براءته لاحقا، ولكن بعد إيداعه السجن لمدة 6 أيام، أمضاها - كما قال - من دون أن يحظى بأي رعاية، بما في ذلك حرمانه من سراويل محترمة أو حتى مشط لتصفيف شعر رأسه، على الرغم من طلبه غير مرة أن تؤخذ احتياجاته البسيطة والمشروعة باحترام من دون فائدة. وهو ما حدا به لاتهام النظام العدلي البريطاني والسجون البريطانية بقلة احترام الإنسان أو مراعاة حقوقه.
غير أنه بعد الحكم القضائي، ورغم ما وصفه بـ«الذل» الذي عاشه في الحبس، فقد أعرب للصحافيين عن اعتباره «المكافأة (التعويضية) جاءت أكثر من مجزية»، وتابع أنه لو كان يعلم بمقدارها مسبقا لظل ساكتا علّهم ينسونه فيطول حبسه لمدة شهر على الأقل.