ترميم «إدن»... أقدم صالة للسينما في التاريخ

أقام فيها الأخوان لوميير أول عرض خاص للصور المتحركة

واجهة سينما «إدن» في جنوب فرنسا
TT

ينتظر عشاق «الفن السابع» والسياح الوافدون إلى شواطئ جنوب فرنسا، إعادة افتتاح سينما «إدن» - أو «إيدن» - التي تعد، تاريخيا، أقدم صالة للعرض السينمائي في العالم، إذ عرضت فيها الأفلام الأولى للأخوين لوي وأوغست لوميير، مبتكري الصورة السينمائية المتحركة.

تحتوي الصالة على 300 كرسي. وتقع قبالة البحر في بلدة لاسيوتا، غير بعيدة عن مدينة مرسيليا في جنوب شرقي فرنسا. وقد جرى افتتاحها عام 1889 كمسرح للاستعراضات الموسيقية والراقصة. كما استضافت مباريات رياضية في الملاكمة والمصارعة الرومانية. في عام 1895 أقام فيها الأخوان لوميير أول عرض خاص لفيلم سينمائي، ولذا صنفتها وزارة الثقافة الفرنسية، عام 1996، «تراثا وطنيا» لا يجوز التصرف فيه، باعتبارها أقدم صالة للسينما ما زالت قائمة في مكانها على مر العقود. وفي عام 2007، شكلت لجنة برئاسة المخرج برتران تافيرنييه للإشراف على ترميم المبنى من دون المساس بالتصميم الأصلي. وجرى تخصيص 5 ملايين يورو للتصليحات على أن تعاود استقبال الجمهور خلال سنتين من الآن، بمناسبة الاحتفال بمدينة مرسيليا «عاصمة للثقافة الأوروبية».

ويعتز أهالي لاسيوتا كثيرا بهذه الصالة، التي يثيرون بها غيرة جيرانهم من سكان مدينة كان، الشهيرة بمهرجانها السينمائي الدولي. وهم يقولون إن كان تحتضن النجوم، أما بلدتهم فيهب عليها غبار القمر. وكان أهالي لاسيوتا قد قاوموا بقوة طوال القرن الماضي كل المحاولات التي بذلت لهدم صالة السينما كي يستفاد من موقعها السياحي لتشييد فنادق ومرافق أكثر إيرادات. ولم تتوقف المحاولات إلا بعد ضم «إدن» إلى لائحة التراث الوطني الفرنسي.

من ناحية ثانية، اقتنت بلدية لاسيوتا البيت الصيفي للممثل الراحل ميشال سيمون (1895 - 1975)، الواقع في البلدة نفسها، لكي ترممه وتحوله إلى منزل يستضيف المخرجين وكتاب السيناريو للإقامة الإبداعية فيه. كما تجري اتصالات مع مؤسسة «الأخوان لوميير» في مدينة ليون لاستعارة بعض الأفلام الأولى، وكذلك أفلام المخرج الرائد جاك تاتي، لبرمجتها عند إعادة افتتاح سينما «إدن».