المزارعون في إسبانيا يوزعون الفواكه والخضراوات على المواطنين مجانا

احتجاجا على الادعاء الألماني في قضية الـ«إي كولاي»

TT

يواصل المزارعون الإسبان احتجاجاتهم على الادعاءات الألمانية بأن مرض الـ«إي كولاي» الجرثومي، بنسخته النزفية الخطيرة، الذي داهم ألمانيا مؤخرا وتسبب في وفاة 24 شخصا، قد جاء من الخضراوات الإسبانية وبالتحديد الخيار. وبالأمس أقدم جمع من المزارعين على توزيع 40 طنا من الخضراوات والفواكه مجانا على المواطنين في العاصمة الإسبانية مدريد.

أحد تجار الخضار، واسمه بيثينتي كارريون، جاء إلى مدريد ومعه عشرة أطنان من مدينة مرسية، بجنوب شرقي البلاد، ليوزعها على المواطنين في العاصمة مجانا. وعلق أمام مراسلي الإعلام قائلا «لقد أضرت أزمة الخضراوات الأخيرة كثيرا بالإنتاج الإسباني، فالمستهلكون متخوفون من شراء الخضراوات والفواكه، وبالتالي، انهارت المبيعات تماما». وتابع «لدينا عقد لبيع خمسة ملايين كلغ من البطاطس مع ألمانيا، لكننا فوجئنا بأن العقد قد ألغي».

المواطنون أيضا أعربوا عن غضبهم من الادعاءات الألمانية وأكدوا تأييدهم موقف المزارعين الإسبان، وقال أحدهم «لقد اخترت من كل الأنواع.. (خيار وطماطم وفواكه)، كلها جيدة». ثم أضاف «كنا نظن أن الألمان وقورون، ولكن ظهر أنهم...!». وتدخل مواطن آخر ليقول إن «المنتجات الزراعية الإسبانية صحية ومضمونة.. ولذيذة أيضا». وبجوارهما قالت إحدى السيدات وهي تحمل أربعة أكياس ملأتها بالخضراوات والفواكه «نحن عائلة كبيرة، وعلي أن أحمل من كل شيء، وسأستمر في حملها إذا استمر التوزيع».

غير أن عملية التوزيع المجاني سرعان ما انتهت بعدما نفدت كل الكميات المعروضة. وبعدما كان المزارعون قد طلبوا من بلدية مدريد السماح لهم بتوزيع منتجاتهم حتى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، فإن الأطنان الـ40 كانت قد وزعت بالكامل بحلول الساعة 12 ظهرا. ومن أوضح ميغيل لوبيث، السكرتير العام للجمعيات التعاونية الزراعية الإسبانية، «إننا نريد من هذه المظاهرة لفت نظر المستهلكين الإسبان، وكذلك المستهلكون في كل العالم إلى جودة منتجاتنا، وبهذه الطريقة نستطيع أن ندافع عن قطاعنا الزراعي».

وكان اتحاد المصدرين الإسبان قد قدر خسائر إسبانيا بأكثر من 300 مليون يورو أسبوعيا، لتوقف دول كثيرة عن استيراد منتجاتها الزراعية، ووصف المساعدة المالية التي عرضها الاتحاد الأوروبي مؤخرا لتعويض الخسائر بأنها «أضحوكة»، مناشدا الحكومة رفع دعوى قضائية إلى محكمة العدل في لوكسمبورغ ما لم يعوض الاتحاد الأوروبي المزارعين الإسبان كليا عما ألحقه بهم الادعاء الألماني.